0 / 0

ما هي منزلة حواري نبي الله عيسى عليه السلام في الإسلام ؟

السؤال: 224539

ما هي مكانة حواريي عيسى عليه السلام في الإسلام ؟ هل هم أفضل الناس بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم وسلم هم أفضل الخلق ، وأفضل الخلق بعدهم أصحابهم الذين اهتدوا بهديهم ، واستنوا بسنتهم .
روى مسلم (50) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ) .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
” الحواريون : الخواص الأصفياء ، فكأنهم خلصوا ونقوا من كل عيب ، وسمي الدقيق الحوارى لتخليصه من لباب البر، ويقال: عين حوراء: إذا اشتد بياضها وخلص واشتد سوادها .
وقيل: الحواريون : هم الناصرون. وقال أبو عبيد: أصل هذا من الحواريين أصحاب عيسى عليه السلام ، فقيل لكل ناصر حواري تشبيها بذلك ” .
انتهى من “كشف المشكل” (1/ 320) .
ثانيا :
أفضل حواري الأنبياء وأتباعهم : هم أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” أَفْضَلُ الْخَلْقِ : أَتْبَعُهُمْ لِهَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيمِ الْمَنْعُوتِ فِي قَوْله تَعَالَى ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) ” .
انتهى من “مجموع الفتاوى” (1/ 3) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” فإذا نظرت بعلم وبصيرة وإنصاف في محاسن القوم وما أعطاهم الله من الفضائل، علمت يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، فهم خير من الحواريين أصحاب عيسى، وخير من النقباء أصحاب موسى ، وخير من الذين آمنوا مع نوح ومع هود وغيرهم ، لا يوجد أحد في أتباع الأنبياء أفضل من الصحابة رضي الله عنهم ، والأمر في هذا ظاهر معلوم ، لقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) آل عمران/ 110 ، وخيرنا الصحابة ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم خير الخلق ، فأصحابه خير الأصحاب بلا شك ” انتهى من “مجموع فتاوى ورسائل العثيمين” (8/ 623) .

ثالثا :
الحواريون المذكورون في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) [المائدة/ 111 ، وقوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ) الصف/ 14 .
هم أصحاب عيسى عليه السلام وأتباعه الذين أيدوه ونصروه ، وهم من أهل الإيمان والصلاح ، فهم من أفضل الخلق .
انظر جواب السؤال رقم : (181943) .

والذي نقطع به : أن الصحابة رضي الله عنهم أفضل أتباع الرسل عليهم السلام ، أفضل من أتباع موسى وعيسى وداود وسليمان وغيرهم من أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم وسلم ، وهو الذي دل عليه الدليل .
وأما من عداهم من أتباع الرسل وأصحابهم : فلا نقطع لطائفة منهم أنها أفضل من الأخرى ، لعدم وجود دليل على هذه الأفضلية .
فنقول : أصحاب الأنبياء عليهم السلام ، الذين اتبعوهم ونصروهم ، هم أفضل الخلق ، بعد الأنبياء ، وهم أفضل أهل زمانهم قطعا ، وأفضل هؤلاء الأصحاب هم صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم ؛ لأنهم أفضل الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس ، ومن عداهم ، فلا علم لنا بما يكون من التفاضل بينهم ، بل هذا أمر مسكوت عنه ، ، فيما نعلم ، فيرد علمه إلى الله سبحانه وتعالى .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android