0 / 0

تتساءل عن الحكمة في خلق الشهوة الجنسية وتشكو من تأثير ذلك على عقيدتها

السؤال: 224886

لدي مشكلة عقدية أخفيتها لسنوات ، لكنني أدركت أخيرا أنها تتفاقم ، وستأتي على بنيان العقيدة كاملا إن لم تعالج .
لدي نفس تتعشق الكمال ، وأحب أن أراه في العقيدة التي أعتنقها ، لكنني – ومنذ أن كبرت وعرفت طبيعة تكوين الإنسان وشهوته – أصبت بخيبة أمل ، وبدأت أسئلة كثيرة تلح علي لا أجد لها جوابا .

لماذا ركب الخالق عز وجل تلك الشهوة لدى البشر ، مع قدرته العظيمة على جعل استمرار البشرية يتم بغير تلك الطريقة البشعة ، التي تحط من شأن الإنسان إلى درك الحيوان ؟

لماذا ركب تلك الشهوة الجامحة لدى الإنسان ثم أمره بجهادها، ونهاه عن ارتكاب الآثام والفواحش بدافع منها ؟
كيف أمر الإنسان بجهاد شهوته وكبح جماحها ، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تتلى في المساجد على الملأ تتحدث عن التمتع بالنساء الأبكار ؟

لماذا ركب الشهوة عند كل البشر ، ثم يحرم الكثير منهم من الزواج ، وهو السبيل الوحيد المباح لإشباعها ؟

الأمر الذي أذهلني ، كيف يحرم الزنا ، ثم يبيح للرجل معاشرة الإماء والسراري دون زواج ، وبأي عدد ، ولو كن متزوجات ؟

أرجو منكم الدعاء بالهداية ، وإجابة سريعة تشفي قلبي المكلوم . ولكم عند الله جزيل الثواب لإنقاذ عقيدة مؤمنة تتداعى .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا نكتمك سرا أننا حين نقرأ هذا النوع من الوساوس ، نتعجب غاية العجب من المستوى الذي تبلغه النفس البشرية ، حين تتكلف إنشاء التساؤلات التي لا تثمر نتائج عملية ، ولا تنتج معرفة ينتفع بها ، أو على الأقل يمكن البناء عليها .
كلما حدث أمر في هذا الكون ، أو تبين وجه في هذا الخلق العظيم ، ثار بعض الناس بالسؤال عن الحكمة ، وانشغلوا به عن سؤال الرسالة المرادة من سائر العباد .
وإنما مثلهم في ذلك ، كمثل الموظف الذي يقضي يومه منشغل الفكر والبال في تحليل “الأسرار” التي تحمل إدارة شركته على إصدار كل تعميم ، وعن الحكمة من كل حركة وسكون ، حتى تغدو كلمة ” لماذا ” نقمة عليه وعلى أمثاله ، إلى القدر الذي يفقد معه هذا المتسائل أسباب التفكير المنطقي السليم ، ثم يعود ليفقد “وظيفته” التي جاء من أجلها ؛ لأنه لو تأمل لعلم أن سؤال ” لماذا ” سيرد على كل وجه ، حتى لو اتخذت الشركة طريقا غير الطريق الذي تساءل عنه أولا ، فإنه سيوجه التساؤل نفسه للمسلك الآخر الذي نهجته شركته ، وهكذا ، إلى ما لا نهاية .
وهو ما تفرضه النفس الأمارة بالسوء أيضا على كثير من البشر : لماذا خلق الله الشهوة الجنسية على هذا الشكل ؟!
ولو أن الله عز وجل خلقها على هيئة أخرى لقالوا : لماذا خلقها الله على هذه الهيئة ؟
ولو خلقها بوجه ثالث لقالوا : ما الحكمة في هذا التركيب ؟
والمشكلة الأعظم حين يغدو سؤال ” الحكمة ” هذا سببا للشك في العقيدة ، وضعف الإيمان ، والانحدار عن درجة اليقين ، وكأن المبادئ والعقائد والفلسفات الكبرى تقوم على هذا النوع ” العامي ” من التساؤلات .
ألا تعلمين أن أحد أسرار وجود بني البشر هو ” اختبار العبودية لله تعالى “، بمعنى أن يتعرض هذا الإنسان لبواعث الصلاح والفساد في الوقت نفسه ، كما قال عز وجل : ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) الإنسان/3، وقال تعالى : ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) العلق/10: أي ” طريقي الخير والشر ، بيَّنَّا له الهدى من الضلال ، والرشد من الغي ” كما يقول الشيخ السعدي رحمه الله في ” تيسير الكريم الرحمن ” (ص924).
فيدخل في الاختبار الصعب : هل يختار طريق الخير أم طريق الشر ؟
ثم إذا اختار الخير ، هجمت عليه أيضا نوازع فساد من نوع آخر .
وإذا سلك طريق الهلاك ، لم يُحرم أيضا من حوافز الصلاح بشكل أو بآخر .
وكل هذه ” البواعث ” أو ” المرغبات ” في طريقي النجاة والهلاك مركبة في النفس البشرية تركيب جِبِلَّة وخِلقة ، بحيث لا ينفك الإنسان عنها بحال من الأحوال ، فيبقى في كل لحظاته وسكناته ، وفي جميع أطواره وأحواله ، في معركة ” الاختبار ” تلك ، لا يخرج منها إلا إذا أسلم الروح إلى بارئها ، ولهذا قالوا : كل حي ترد عليه الفتنة ، ولا يسلم منها إلا الأموات .
والشهوة واحدة من هذه البواعث المجبولة في طينة النفس البشرية ، تماما كحب المال والجاه والبنين .
وفي الوقت نفسه أيضا خلق الله في كوامن الإنسان معرفة الله سبحانه ، والفقر إليه ، وحب قيم الخير والصلاح ، كالصدق والإحسان والبناء والتعلم ، وحينئذ سيعيش هذا الصراع في حياته ، صراع الخير والشر ، فإذا اختار الخير والصلاح والتُّقى ، كان عند الله عز وجل أعظم مكانة من الملائكة المطهرين ؛ لأنه اختار طريق الطهر بعد فتنة وابتلاء .
وأما الملائكة فليس فيهم نوازعُ تدعوهم إلى طريق الشر أصلا ، وفرق بين من يمتحن فيتعرض لمغريات الفساد ، فيتخذ بإرادته الصارمة طريق الحق والسعادة ، فهو في أعلى المنازل عند الله سبحانه ، وبين من يتعبد لله تعالى ، لا عن اختيار ، كما هو شأن الملائكة .
وقد جاءت هذه الحكمة واضحة في قول الله عز وجل : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ . قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد ) آل عمران/14-15.
ثم إن تساؤلك عن الحكمة من تركيب الشهوة الجنسية على هذه الهيئة المعروفة : يدل على الحكمة نفسها ؛ فمتاع الحياة الدنيا نفسه ، خلق الله عز وجل فيه من المحسنات والمنفرات ما يحقق التوازن أيضا ، ويضع الإنسان أمام اختبار موضوعي متزن ، لا يضطره إلى الفشل التام ، ولا يفقد قيمته بسهولته ، أو بضمور أسباب الشهوات .
فحب الجاه مثلا شهوة مركبة في الإنسان ، لكنها في الوقت نفسه تنطوي على العديد من المنفرات والتحديات والآفات وأنواع الأذى ، مما هو معلوم لا يخفى .
وحب الأبناء مثلا ، شهوة مركبة في النفس البشرية ، يرغِّبُ فيها جمالُهم وبراءتهم وقدرتهم على جلب السعادة ، وعونهم وبرهم في الكبر أيضا ، ولكن في الوقت نفسه فإن إنجابهم وتربيتهم ، وتحمل مسؤولياتهم طريق مليء بالمخاطر والآلام ، الأمر الذي يحقق ” الاختبار ” نفسه داخل ” أدوات الاختبار “، ويخلق التوازن المطلوب في هذا الكون في جميع تفاصيله ، وعلى جميع المستويات .
وهكذا ينبغي أن نفهم الشهوة الجنسية التي فطر الإنسان عليها ، تنطوي على السكن النفسي ، والطمأنينة القلبية ، والسعادة الروحية ، واللذة البدنية التي لا تعدلها لذة الطعام والشراب . وفي المقابل أيضا : تحمل في طياتها ما يرغِّبُ عنها ، وينفر منها ، حين يتصور المرء ما تفرضه على المجتمعات من أوزار وأثقال ، تبدأ من اعتداء المتحرشين ، وسعار حيواني يستغل كل ما يثير الشهوات في كل تفاصيل الحياة ، وينتهي باللقطاء وجرائم القتل والاغتصاب التي تدفع نحوها هذه الشهوة .
وفي جميع ما سبق ثمة طريق مباح لشهوة الجاه والولد والجنس والمال ، نصب الله عز وجل عليه من الأسباب والدواعي والمرغبات ما يقاوم الطريق المحرم ، فليس مقبولا ولا مرضيا أن يعترض أحد على خلق الشهوة والدعوة إلى جهادها ، فقد فتح الله عز وجل من أبواب المباح الشيء الكثير ، والزواج أمر ميسور ، لكن الآصار الاجتماعية – التي وضعها الإنسان لنفسه – هي التي حالت دون زواج الكثير من الناس ، منها ما اصطنعه الأفراد بسبب تعنتهم في شروط زواجهم وتكاليفه ، ومنها ما اصطنعته المجتمعات بسبب التعنت في مفهوم الزواج وقوانينه وأعرافه . وكل ذلك مخالف لشرع الله .
يقول الراغب الأصفهاني رحمه الله :
” أصعب هذه القوى الثلاث مداواة قمع الشهوة ، لأنها أقدم القوى وجودًا في الإنسان ، وأشدها به تشبّثًا ، وأكثرها منه تمكنًا ، فإنها تولد معه ، وتوجد فيه وفي الحيوان الذي هو جنسه …. ثم توجد فيه قوة الحمية ، ثم آخرًا توجد فيه قوة الفكر والنطق والتمييز .
ولا يصير الإنسان خارجًا من جملة البهائم ، وأسر الهوى ، إلا بإماتة الشهوات البهيمية ، أو بقهرها وقمعها إن لم يمكنه إماتتها ، فهي التي تضره وتغره ، وتصرفه عن طريق الآخرة ، وتثبطه .
ومتى قهرها وأماتها ، صار الإنسان حرًّا نقيا ، بل يصير إلهيًّا ربانيًّا ، فتقل حاجاته ويصير غنيًّا عما في يد غيره ، وسخيًّا بما في يده ، ومحسنًا في معاملاته .
فإن قيل : فإذا كانت قوة الشهوة بهذه المثابة في الإضرار ، فأي حكمة اقتضت أن يبلى بها الإنسان ؟
قيل : الشهوة إنما تكون مذمومة إذا كانت مُفْرِطَة ، وأهملها صاحبها حتى ملكت القوى ، فأما إذا أُدِّبَت ، فهي المُبَلِّغة إلى السعادة ، وجوارِ رب العزة ، حتى لو تُصُوِّرت مرتفعة ، لما أمكن الوصول إلى الآخرة !!
وذلك أن الوصول إلى الآخرة بالعبادة ، ولا سبيل إلى العبادة إلا بالحياة الدنيوية ، ولا سبيل إلى الحياة الدنيوية إلا بحفظ البدن ، ولا سبيل إلى حفظ البدن إلا بإعادة ما يتحلل منه ، ولا يمكن إعادة ذلك إلا بتناول الأغذية ، ولا يمكن تناول الأغذية إلا بالشهوة ، فإذًا الشهوة محتاج إليها ، ومرغوب فيها ، وتقتضي الحكمة الإلهية إيجادها وتزيينها ، كما قال تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) آل عمران/14.
لكن مثلها كمثل عدو تُخشى مضرتُه من وجه ، وتُرجَى منفعته من وجه ، ومع عداوته لا يُستغنى عن الاستعانة به ، فحق العاقل أن يأخذ نفعه ، ولا يسكن إليه ، ولا يعتمد عليه إلا بقدر ما ينتفع به .
وما أصدق ـ في ذلك ـ قول المتنبي ، إذا تُصُوِّر في وصف الشهوة ، وإن قصدها فما أجود ما أراد :
ومن نكد الدنيا على الحُرِّ أن يرى … عدواً له ، ما من صداقته بُدُّ
وأيضًا فهذه الشهوة هي المشوقة لعامة الناس إلى لذات الجنة من المأكل والمشرب والمنكح ، إذ ليس كل الناس يعرف اللذات المعقولة .
ولو توهمناها مرتفعة ، لما تشوقوا إلى ما وعدوا به من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر )” .
انتهى من ” الذريعة إلى مكارم الشريعة (ص: 99-100) .
ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله :
” اقتضت حكمة العزيز الحكيم أن ابتلى المخلوق من هذه المادة بالشهوة والغضب والحب والبغض ولوازمها ، وابتلاه بعدوه الذي لا يألوه خبالا ، ولا يغفل عنه ، ثم ابتلاه مع ذلك بزينة الدنيا ، وبالهوى الذي أمر بمخالفته . هذا على ضعفه وحاجته .
وزين له حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ، وأمره بترك قضاء أوطاره وشهواته في هذه الدار الحاضرة العتيدة المشاهدة ، إلى دار أخرى ، غايته إنما تحصل فيها بعد طي الدنيا والذهاب بها .
وكان مقتضى الطبيعة الإنسانية أن لا يثبت على هذا الابتلاء أحد ، وأن يذهب كلهم مع ميل الطبع ودواعي الغضب والشهوة ، فلم يُخَلِّ بينهم وبين ذلك خالقهم وفاطرهم ، بل أرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه ، وبين لهم مواقع رضاه وغضبه ، ووعدهم على مخالفة هواهم وطبائعهم أكمل اللذات في دار النعيم ، فلم تقو عقول الأكثرين على إيثار الآجل المنتظر بعد زوال الدنيا ، على هذا العاجل الحاضر المشاهد ، وقالوا : كيف يباع نقد حاضر ، وهو قبض باليد ، بنسيئة مؤخرة وعدنا بحصولها بعد طي الدنيا وخراب العالم .
ولسان حال أكثرهم يقول :
” خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به “.
فساعد التوفيق الإلهي مَن علم أنه يصلح لمواقع فضله ، فأمده بقوة إيمان وبصيرة ، رأى في ضوئها حقيقة الآخرة ودوامها ، وما أعد الله فيها لأهل طاعته وأهل معصيته ، ورأى حقيقة الدنيا وسرعة انقضائها ، وقله وفائها ، وظلم شركائها ، وأنها كما وصفها الله سبحانه : لعب ولهو ، وتفاخر بين أهلها وتكاثر في الأموال والأولاد ، وأنها كغيث ( أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما ).
فنشأنا في هذه الدار ونحن منها وبنوها ، لا نألف غيرها ، وحكمت العادات ، وقهر سلطان الهوى ، وساعده داعي النفوس ، وتقاضاه موجب الطباع ، وغلب الحس على العقل ، وكانت الدولة له ، والناس على دين الملك .
ولا ريب أن الذي يخرق هذه الحجب ، ويقطع هذه العلائق ، ويخالف العوائد ، ولا يستجيب لدواعي الطبع ويعصي سلطان الهوى لا يكون إلا الأقل” .
انتهى من ” شفاء العليل ” (265-266)
وأما قولك في آخر السؤال :
” الأمر الذي أذهلني ، كيف يحرم الزنا ثم يبيح للرجل معاشرة الإماء والسراري دون زواج ، وبأي عدد ، ولو كن متزوجات “
فنطمئنك أن الإسلام لم يبح للسيد معاشرة إمائه المتزوجات ، هذا حرام باتفاق العلماء ، كما جاء في ” الموسوعة الفقهية الكويتية ” (11/298) – في شروط إباحة التسري – : ” ألا تكون زوجة غيره “. ولم ينقلوا في ذلك أي اختلاف .
ثم اعلمي ، يا أمة الله :
” أن العقلاء قاطبة متفقون على : أن الفاعل إذا فعل أفعالا ، ظهرت فيها حكمته ، ووقعت على أتم الوجوه وأوفقها للمصالح المقصودة بها ، ثم إذا رأوا أفعاله قد تكررت كذلك ؛ ثم جاءهم من أفعاله ما لا يعلمون وجه حكمته فيه لم يسعهم غير التسليم ؛ لما عرفوا من حكمته ، واستقر في عقولهم منها . وردوا منها ما جهلوه ، إلى محكم ما علموه …
فهلا سلكوا هذا السبيل مع ربهم وخالقهم ، الذي بهرت حكمته العقول ، وكان نسبتها إلى حكمته أولى من نسبة عين الخفاش ، إلى جِرم الشمس ؟!
ولو أن العالم الفاضل المبرِّز في علوم كثيرة ، اعترض على من لا يشاركه في صنعته ، ولا هو من أهلها ، وقدح في أوضاعها لخرج عن موجب العقل والعلم ، وعُد ذلك نقصا وسفها؛ فكيف بأحكم الحاكمين ، وأعلم العالمين ، وأقدر القادرين ” ؟! .
انتهى من “شفاء العليل” لابن القيم (218) .
نسأل الله أن يشرح صدرك ، ويهدي قلبك ، ويزيدك إيمانا ، ويقينا ، وهدى .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android