تنزيل
0 / 0

حكم الحوارات التعليمية المبتكرة

السؤال: 224977

أعمل أستاذاً للغة الإسبانية عبر النت حيث أدرِّس بعض التلاميذ من خلال برنامج السكايب ، وفي بعض الأحيان قد أحتاج إلى شرح بعض الأشياء فأقوم بطرحها على شكل حوار ثم أقرأه عليهم ، فهل يُعتبر هذا من قبيل التمثيل المحرم ؟ هذه الحوارات يقرأها شخص واحد إما المعلم أو الطالب ولا يصاحبها أي نوع من أنواع التمثيل .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

تأليف وابتكار الحوارات التعليمية وقراءة الأستاذ أو الطلاب لها ، أفتى أهل العلم
بجوازها لما فيها من مصلحة تعليمية وتربوية .
قال ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله تعالى:
” في الحديث الصّحيح ( حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) وفي رواية ( فإنّه كانت
فيهم أعاجيب ) هذا دالّ على حلّ سماع تلك الأعاجيب للفرجة لا للحجّة اهـ . ومنه
يؤخذ حلّ سماع الأعاجيب والغرائب من كلّ ما لا يتيقّن كذبه بقصد الفرجة ، بل وما
يتيقّن كذبه ، لكن قصد به ضرب الأمثال والمواعظ وتعليم نحو الشّجاعة على ألسنة
آدميّين أو حيوانات ” .
انتهى من ” تحفة المحتاج بشرح المنهاج ” ( 9 / 398 ) .
وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى :
” هذه القصص التمثيلية من قبيل ما كتبه علماؤنا المتقدمون من المقامات التي تقرأ في
المدارس الدينية وغير الدينية ، كمقامات البديع ومقامات الحريري … فهو يقول – أي
الحريري – إنه لم يعرف عن أحد من علماء الأمة إلى زمنه أنه حرم أمثال تلك القصص
التي وضعت عن الحيوانات ككتاب ” كليلة ودمنة ” وغيره ؛ لأن المراد بها الوعظ
والفائدة ، وصورة الخبر في جزئياتها غير مرادة ، وما سمعنا بعده أيضا أن أحداً من
العلماء حرم قراءة مقاماته ” .
انتهى من ” فتاوى الإمام محمد رشيد رضا ” ( 3 / 1091 – 1092 ) .
لكن يشترط لهذه الحوارات المبتكرة شرطان :
الشرط الأول : خلوها من المحتويات المحرمة .
الشرط الثاني : عدم نسبتها لشخص حقيقي لأنه في هذه الحالة تكون كذبا وفيها تلبيس .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
” الإنسان إذا ضرب مثلاً بقصة ، مثل أن يقول: أضرب لكم مثلاً برجل قال كذا أو فعل
كذا وحصلت ونتيجته كذا وكذا ، فهذه لا بأس بها ، حتى إن بعض أهل العلم قال في قول
الله تعالى: ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا
جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا
زَرْعًا ) الكهف ( 32 ) . قال: هذه ليست حقيقة واقعة ، وفي القرآن: ( ضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا
لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ ) الزمر ( 29 ) . فإذا ذكر الإنسان قصة لم ينسبها إلى شخص معين ، لكن
كأن شيئاً وقع وكانت العاقبة كذا وكذا فهذا لا بأس به.
أما إذا نسبه إلى شخص وهي كذب فهذا حرام تكون كذبة ، وكذلك إذا كان المقصود بها
إضحاك القوم ، فإنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ويل لمن حدث
فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له ).
انتهى من ” لقاء الباب المفتوح ” ( 77 / 23 ترقيم الشاملة ).
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم : ( 174829
) .

والحوارات التعليمية ليست من
قبيل التمثيل ، لأن جوهر التمثيل تقمص شخصية ما وتمثيل مشاهد متعلقة بها .
وهذا المقصد غير موجود ولا مقصود في الحوارات التعليمية ، بل المقصود الوحيد من هذه
الحوارات هو تعلم النطق والتعبير بطريقة صحيحة .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android