0 / 0

تريد قطع الشهوة وعدم الزواج

السؤال: 225012

هل يجوز لي إزالة البظر ؛ لأن ذلك سيساعدني على عدم الاستمناء ، وخصوصاً أنني لا أنوي الزواج على الإطلاق ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
أودع الله تعالى شهوة النكاح في الإنسان لما يترتب عليها من مصالح عظيمة .
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختصاء والتبتل الذي يحرم الإنسان فيه الشهوة المباحة على نفسه ، وقاس العلماء على ذلك كل ما يؤدي إلى قطع الشهوة أو قطع النسل بالكلية .
قال الصنعاني رحمه الله :
" … اتفقوا على منع الجب والإخصاء ، فيلحق بذلك ما في معناه " .
انتهى من " سبل السلام " (2/160) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" هل يجوز للرجل تعاطي بعض الأدوية لتخفيف شهوة النكاح ؟
فأجاب:
" لا بأس بذلك ، ولكن لا يجوز له أن يتعاطى ما يقطعها ، أما التخفيف فلا بأس به ؛ لما في ذلك من المصلحة الظاهرة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن الصوم يخفف الشهوة ، في قوله عليه الصلاة والسلام : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (21/ 188) .
وانظري في موقعنا الأرقام الآتية : (126987) ، (127165) .

فقطع البظر بالكلية لا يجوز لأنه يضعف الشهوة جدا أو يذهبها ، ولكن المشروع في هذا هو قطع جزء منه يحصل به اعتدال الشهوة ، فهذا هو الذي أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم : (9412) .

أما عزمك على عدم الزواج على الإطلاق فهو عزم في غير موضعه ، فإن الزواج – بالنسبة للشباب- يدور حكمه بين الوجب أو الاستحباب ، فهو طاعة لله تعالى على أي من القولين ، فمن العلماء من يرى أنها طاعة واجبة ، ومنهم من يرى أنها مستحبة وليست لازمة ، وهو واجب في حال من غلبته الشهوة ، وخاف على نفسه العنت ، والوقوع في الحرام ، كما هو الظاهر من حالتك ، كما سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (220841) .

ويترتب على النكاح الكثير من المصالح والحسنات التي يفتقدها من لم يتزوج ، ولهذا كان النكاح من هدي المرسلين ، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) الروم/38 .

قد ترين أن الوقت غير مناسب لاتخاذ هذا القرار ، ولكنه سيكون مناسبا ومطلوبا في وقته إن شاء الله تعالى ، ويكفي أنه سيعصمك من هذه المعصية التي تفعلينها ، الاستمناء ، وهذا هو العلاج الشرعي لهذه المعصية ، وليس ما تريدين أن تفعليه ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب بالزواج وقال : (فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ)" رواه البخاري ( 5065) ، ومسلم ( 1400) .
فالنصيحة لك أن تقبلي على الزواج ، ومن الآن وليس وقتا آخر ، وأن تحتسبي فيه النية الصالحة ، كتحصيل العفة ، وطاعة الزوج ، وتربية الأولاد ….إلخ .
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android