من هم الفقهاء السبعة ؟
من هم الفقهاء السبعة ؟
السؤال: 225018
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الفقهاء السبعة ، هم سبعة من فقهاء مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، اجتمعوا في زمان واحد ، معا ، هو زمان التابعين .
جاء في “الموسوعة الفقهية” (1/ 364) .
: ” الفقهاء السبعة ” : عبارة يطلقها الفقهاء على سبعة من التابعين ، كانوا متعاصرين بالمدينة ، وهم: سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وسليمان بن يسار.
واختلف في السابع : فقيل هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وهو قول الأكثر، وقيل هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وقيل هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي “
وقال ابن الصلاح رحمه الله :
” هم : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ.
رُوِّينَا عَنِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ : ” هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءُ السَّبْعَةُ عِنْدَ الْأَكْثَرِ مِنْ عُلَمَاءِ الْحِجَازِ “.
وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: ” كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِمْ سَبْعَةً ” فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَذَكَرَ بَدَلَهُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي الزِّنَادِ تَسْمِيَتَهُمْ فِي كِتَابِهِ عَنْهُمْ ، فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَدَلَ أَبِي سَلَمَةَ وَسَالِمٍ ” انتهى من “مقدمة ابن الصلاح” (ص 305)، وينظر : “تدريب الراوي” للسيوطي (2/ 699).
وقال الحافظ العراقي رحمه الله في “ألفيته” (ص: 167):
وَفِي الكِبَارِ الفُقَهَاءِ السَّبْعَهْ * خَارِجَةُ القَاسِمُ ثُمَّ عُرْوَهْ
ثُمَّ سُــــــــــــــــــــلَيْمَانُ عُبَيْدُ اللهِ * سَعِيدُ والسَّابِعُ ذُو اشْتِبَاهِ
أَبُو سَـــــــــــــــــــلَمَةٍ أَوْ سَالِمُ * أَوْ فَأَبو بَكْرٍ ، خِلاَفٌ قَائِمُ
وهذا تعريف موجز بكل واحد منهم :
1- سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي، روى الحديث عن عمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وحكيم بن حزام وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة وابن عمرو بن العاص وكثير من الصحابة رضي الله عنهم ، وهو ثقة نبيل ، حافظ عالم ورع ، كان من أفقه أهل زمانه ، قال قتادة : ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال والحرام منه ، وقال مكحول: طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أعلم منه ، وقال سليمان بن موسى: كان أفقه التابعين ، وقال عثمان الحارثي عن أحمد: أفضل التابعين سعيد بن المسيب ، وقال ابن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علما من سعيد بن المسيب ، مات بعد التسعين ، وقد ناهز الثمانين . ينظر في ترجمته : “تهذيب التهذيب” (4/ 84-86) ، “البداية والنهاية” (12/471-473) .
2- القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو محمد ، ويقال أبو عبد الرحمن ، روى عن أبيه وعمته عائشة رضي الله عنها ، وعن العبادلة ، وأبي هريرة وعبد الله بن خباب ومعاوية ، وغيرهم ، قال يحيى بن سعيد : ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم ، وقال أيوب: ما رأيت أفضل منه ، وقال ابن عيينة: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم وكان أفضل أهل زمانه ، أنه سمع أباه وكان أفضل أهل زمانه ، وقال أبو الزناد: ما رأيت أحدا أعلم بالسنة منه ولا أحدّ ذهنا ، وقال خالد بن نزار: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم وعروة وعمرة ، مات سنة 106. ينظر “تهذيب التهذيب” (8/ 333-334) ، “التقريب” (ص451) .
3- عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي أبو عبد الله المدني ، روى عن أبيه وأخيه عبد الله ، وأمه أسماء بنت أبي بكر وخالته عائشة وعلي بن أبي طالب وسعيد بن زيد بن عمرو وعبد الله بن عباس وأبي هريرة ، وغيرهم ، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما ثبتا مأمونا ، وقال العجلي : مدني تابعي ثقة ، وكان رجلا صالحا لم يدخل في شيء من الفتن . وقال ابن شهاب: كان عروة بحرا لا ينزف ، كان عروة يقرأ كل يوم ربع القرآن ، ويقوم به في الليل ، وكان أيام الرطب يثلم حائطه ، ثم يأذن للناس ، فيدخلون ، فيأكلون ويحملون ، وقال عمر بن عبد العزيز: ما أحد أعلم من عروة ، مات سنة 94 على الصحيح ، ومولده في أوائل خلافة عثمان . ينظر في ترجمته : “تهذيب التهذيب” (7/ 180-183) ، “البداية والنهاية” (12/ 477) .
4- خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري النجاري أبو زيد المدني ، روى عن أبيه وعمه يزيد وأسامة بن زيد وغيرهم ، كان مشهورا بالعلم والفضل ، معروفا بالصلاح والعبادة . مات سنة مائة ، وقيل قبلها ، ينظر في ترجمته : “تهذيب التهذيب” (3/ 74-75) .
5- أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري المدني، مشهور بكنيته ، روى عن أبيه وأبي قتادة وأبي الدرداء وأسامة بن زيد ورافع بن خديج وثوبان وأبي هريرة وعائشة وأم سلمة وخلق من الصحابة والتابعين ، قال ابن سعد : كان ثقة فقيها كثير الحديث ، وقال مالك بن أنس : كان عندنا رجال من أهل العلم اسم أحدهم كنيته منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن . وقال أبو زرعة : ثقة إمام ، وقال ابن حبان: كان من سادات قريش ، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومائة ، وكان مولده سنة بضع وعشرين ، ينظر في ترجمته : “تهذيب التهذيب” (12/ 115-118) ، “سير أعلام النبلاء” (5/166-167) .
6- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ، أبو عبد الله المدني ، روى عن أبيه وعمار بن ياسر وعائشة وابن عباس وابن عمر وغيرهم ، قال العجلي : كان أعمى ، وكان أحد فقهاء المدينة ، تابعي ثقة رجل صالح جامع للعلم ، وهو معلم عمر بن عبد العزيز ، وقال أبو زرعة: ثقة مأمون إمام ، وقال الزهري: ما جالست أحدا من العلماء الا وأرى أني قد أتيت على ما عنده ، ما خلا عبيد الله بن عتبة ، فإنه لم آته إلا وجدت عنده علما طريفا ، توفي سنة 98، وقيل : 99 ، ينظر في ترجمته : “تهذيب التهذيب” (7/ 23-240) .
7- سليمان بن يسار الهلالي أبو أيوب ، ويقال غير ذلك ، روى عن ميمونة وأم سلمة وعائشة وحمزة بن عمرو الأسلمي وزيد بن ثابت وابن عباس وابن عمر وجابر وعبد الله بن عباس والمقداد بن الأسود وأبي سعيد وأبي هريرة ، كان من أهل الفقه والصلاح والفضل ، وكان ابن المسيب يقول للسائل: اذهب إلى سليمان بن يسار فإنه أعلم من بقي اليوم ، وقال مالك: كان سليمان من علماء الناس بعد ابن المسيب ، قال أبو زرعة: ثقة مأمون فاضل عابد ، وقال النسائي : أحد الأئمة ، وقال ابن سعد: كان ثقة عالما رفيعا فقيها كثير الحديث مات سنة سبع ومائة وهو ابن “73” سنة ، ينظر في ترجمتته : “تهذيب التهذيب” (4/ 228230) .
8- أما سالم : فهو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عمر ويقال أبو عبد الله ، المدني الفقيه ، روى عن أبيه وأبي هريرة وأبي رافع وأبي أيوب . قال ابن المسيب: كان عبد الله أشبه ولد عمر به ، وكان سالم أشبه ولد عبد الله به ، وقال مالك : لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه من مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه ، وقال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه : أصح الأسانيد: الزهري عن سالم عن أبيه ، مات سنة 106 . ينظر في ترجمته : “تهذيب التهذيب” (3/ 436) ، “البداية والنهاية” (13/ 21) .
9- أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي المدني ، اسمه وكنيته واحد ، روى عن أبيه وأبي هريرة وعمار بن ياسر وعائشة وأم سلمة وغيرهم ، قال الواقدي : كان ثقة فقيها عالما شيخا كثير الحديث ، وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته ، وكان مكفوفا. قال ابن خراش: هو أحد أئمة المسلمين ، مات سنة 93 ، ينظر في ترجمته : “تهذيب التهذيب” (12/ 30)، “البداية والنهاية” (12/ 503) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب