0 / 0

اكتشفت أن بها مسًّا من الجن

السؤال: 225058

أنا فتاة بعمر 18 اعتدت على العادة السرية من عمر 8 سنوات ، وقبل سنة اكتشفت أن بي مَس عاشق من سماع الرقية ، وحاولت أن أعالج نفسي ، وإذا اشتد علي الاعتداء أترك العلاج ، وإلى الآن أنا على هذا الحال مرات أعالج نفسي ومرات ادمر نفسي بالحرام بسبب الشهوة التي تأتيني فجأة ، وأفعل الحرام سواء بالعادة أو الكلام الإباحي أو غيره ، صار لدي تبلد ، وقليل من تأنيب الضمير ، واشتهي الجنسين ، ولا أستطيع الذهاب لراق ولا الزواج ، وصعب علي ترك الحرام ، والعلاج الذاتي ، والصيام يزيد شهوتي ، وأخاف على نفسي فعل السحاق أو الزنا ، فما الحل ؟

ملخص الجواب

والحاصل : أن الذي ينبغي عليك ، وعلى أسرتك : الإسراع بأمر زواجك ، قدر الطاقة . وإلى أن يتيسر لك ذلك : فعليك بالإكثار من الصوم ، ومداومته ، مع قطع أسباب الفتن والشهوات عنك ، من مشاهدة للتلفاز ، أو الدخول على النت ، أو الاختلاط ، أو ما شابه ذلك من أسباب الفتنة ، ووسائلها . نسأل الله أن يطهر قلبك ويصلح عملك . والله أعلم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يا أمة الله ، أنت تخطئين في حق نفسك وتدمرينها بعملك هذا ؛ فتلك العادة مضرة بك وبصحتك ، وهي عادة مذمومة ممقوتة تزعزع الثقة بالنفس وتجعلها أسيرة الهوى والشهوة ، فحرري نفسك وتفكيرك منها .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (329) ، ورقم : (146411) .

وكونك تقرين أن هذا الفعل بلاء وتريدين حلا وخلاصا منه فهذا يدل على صلاح ما بداخلك ، وحرصك على نفسك ، وهذا شيء جيد وطيب .

ثانيا :
مشكلتك لا تخلو عن أمرين :
الأول :
أن تكون مجرد أوهام وخيالات لا حقيقة لها ، وإنما هي من تلاعب الشيطان بالإنسان ، لإيهامه بالصرع والسحر ونحوه ؛ لصدِّه عن الطاعة والعبادة والذِّكر .
فالنصيحة لك هنا باللجوء إلى الله عز وجل ، وشغل وقتك بما يعود عليك بالنفع ، ومجاهدة نفسك على ترك ما أنت عليه ، واعلمي أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فجاهدي نفسك ولا تدعي للشيطان سبيلاً إلى نفسك .

الثاني :
أن يكون ما تشعرين به حقيقة واقعة ، وتكوني حينئذ مصابة بمسِّ العشق .
وهنا ينبغي عليك أن ألا تستسلمي له ، وعليك بالأذكار وقراءة القرآن وخصوصاً سورة البقرة ، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرؤا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة )رواه مسلم (804)، والبطلة: هم السحرة .
وعليك بالرقية الشرعية وماء زمزم .
وينظر جواب السؤال رقم : (155137) .

ثم عليك بالصوم ، فهو علاج نبوي وصفه لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فهو مضيق لطريق الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم ، والصوم الذي يضعف الشهوة ليس هو صيام يوم أو يومين ، بل الصوم المتكرر الكثير ، وهذا من مجاهدة النفس للاستقامة على غض البصر وحفظ الفرج ، وعاقبة المجاهدة هي الهداية، كما قال سبحانه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت/69. ولكن الأمر يحتاج إلى يقين وصبر ، ثم إن أثر الصوم قد لا يحدث في باديء الأمر، بل بعد مدة من الصيام .
قال الحافظ ابن حجر: ” قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: ( فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) ومقتضاه أن الصوم قامع لشهوة النكاح ، واستشكل بأن الصوم يزيد في تهييج الحرارة ، وذلك مما يثير الشهوة ؟ لكن ذلك إنما يقع في مبدأ الأمر ، فإذا تمادى عليه واعتاده : سكن ذلك . والله أعلم ” .
انتهى من “فتح الباري” (4/119).
وللاستفادة راجعي جواب سؤال رقم : (144835) .

ثالثا :
يا أمة الله ، إن مكان المرأة الأجدر بها ـ حقها ـ هو بيتها ؛ أن يكون لها أسرة ، تكون هي الزوجة الصالحة ، والأم الراعية الحنون فيها .
وفي مثل حالك : يتأكد الاعتناء بأمر الزواج ، فإذا جاءك الخاطب الملائم ، فلا تتأخري ، فإن الزواج في حقك : واجب متحتم ، لا يحل لك التأخر عنه ، لا بحجة دراسة ، ولا أعراف ، ولا تقاليد ، ولا غير ذلك .
وإن لم يأتك ، فليسع لك أولياؤك في ذلك .
ولا بأس أن تسري إلى بعض الناصحات المقربات منك ، وتلمحي لهم بأن رغبتك في البيت ، والاستقرار، لا الدراسة والوظيفة ، وأن هذا مكان المرأة ، ولا بأس أن تفهمي والدتك ، بأنك سوف تقبلين الزواج ، متى أتيح المناسب ، وهكذا .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android