تنزيل
0 / 0

هل كانت عائشة رضي الله عنها تكتب في رسائلها : ” من حبيبة رسول اللهِ ، المبرَّأَةِ في كتاب اللهِ ، عائشةَ بنت أبي بكر ” ؟

السؤال: 225334

ما صحة هذا الكلام عن السيدة عائشة ضي الله عنها ، هذا الكلام منقول عن السيد السقَّاف من كتابه الماتع المفيد: “العود الهندي عن أماليَّ في ديوان الكندي” ، وذلك في المجلس الثاني عشر، تحت قول المتنبي:
وَعَذَلْتُ أَهْلَ العِشْقِ حَتَّى ذُقْتُهُ
فَعَجِبْتُ كَيْفَ يَمُوْتُ مَنْ لاَ يَعْشَقُ
حيث قال بعد كلامٍ طويل: ” وإنَّ عائشةَ – رضي الله عنها – كانت تكتُب في إمضائها: من حبيبة رسول اللهِ ، المبرَّأَةِ في كتاب اللهِ ، عائشةَ بنت أبي بكر ” ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا شك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأنها المبرأة في كتاب الله .
روى البخاري (3662) ، ومسلم (2384) عن عَمْرو بْن العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
” أَنَّه سأل النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال له : ” أَيُّ
النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : (عَائِشَةُ) ، قال : فَقُلْتُ: مِنَ
الرِّجَالِ ؟ ، فَقَالَ : (أَبُوهَا) ” .
قال أبو بكر الآجري الحافظ رحمه الله :
” نَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ يَشْنَأُ [ يكره ]عَائِشَةَ ، حَبِيبَةَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الطَّيِّبَةَ الْمُبَرَّأَةَ ،
الصِّدِّيقَةَ ابْنَةَ الصِّدِّيقِ ، أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
، وَعَنْ أَبِيهَا خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ”
انتهى من ” الشريعة ” (5/ 2394) .
ثم روى عَنْ مَسْرُوقٍ , أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ : ”
حَدَّثَتْنِي الْمُبَرَّأَةُ الصِّدِّيقَةُ ابْنَةُ الصِّدِّيقِ , حَبِيبَةُ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “انتهى من ” الشريعة ” (5/ 2404)
.
وقال ابن عساكر رحمه الله في ” كتاب الأربعين ” (ص 83) :
” الصَّحَابَةُ كَانُوا يَعْرِفُونَ أَنَّهَا أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَلِهَذَا كَانُوا يُسَمُّونَهَا: حَبِيبَةَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ” انتهى .
وقال ابن القيم رحمه الله :
” عائشة الصديقة بنت الصديق ، الْمُبَرَّأَةَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ،
حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” انتهى من ” زاد
المعاد في هدي خير العباد ” (1/ 102) .
ثانيا :
ما ذُكر من أنها رضي الله عنها كانت تكتب في كتبها ورسائلها: ” من حبيبة رسول اللهِ
، المبرَّأَةِ في كتاب اللهِ ، عائشةَ بنت أبي بكر ” لا نعرف له أصلا ، إلا ما رواه
الطبري في تاريخه (4/ 476) من طريق أبي مخنف ، عن مجالد بن سعيد، قال : ” لما قدمت
عائشة رضي الله عنها البصرة كتبت إلى زيد بن صوحان : من عائشة ابنة أبي بكر ، أم
المؤمنين ، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان،
أما بعد: …. إلخ .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، أبو
مخنف ، واسمه لوط بن يحيى – متروك ، تركه أبو حاتم وغيره.
وقال الدارقطني: ضعيف .
وقال ابن معين: ليس بثقة .
وقال – مرة: ليس بشيء .
وقال ابن عدي: شيعي محترق ، صاحب أخبارهم .
“ميزان الاعتدال” (3/ 420) .
فلا يعول على هذا الخبر في شيء ، هذا مع أنه ليس فيه أنها كانت تفعل ذلك دائما ،
وليس هو مطابقا للمذكور في السؤال من كل وجه .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android