0 / 0
44,05118/02/2015

نبذة مختصرة عن الشيخ الفقيه ” ملا علي القاري ” رحمه الله .

السؤال: 225410

من هو علي بن سلطان محمد القاري؟ هل موثوق الجانب يؤخذ العلم منه؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هو الشيخ الفقيه المحدث المقرئ نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد، القارئ الهروي المكي المعروف بــ ” الملّا علي القاري “
لقب بالقاري ؛ لكونه عالما بالقراءات ، والهروي : نسبة إلى مدينة هراة ، من أمهات مدن خراسان ، وهي ضمن جمهورية أفغانستان الحالية .
والمكي : نسبة إلى مكة أم القرى ؛ لأنه رحل إليها وأخذ عن مشايخها واستوطنها حتى توفي بها .
ولد في مدينة هراة في حدود سنة 930 هجرية ، وبها نشأ ، وطلب العلم ، وحفظ القرآن الكريم ، وجوده على شيخه المقرئ معين الدين بن الحافظ زين الدين الهروي ، وتلقى مبادئ العلوم الشرعية عن شيوخ عصره .
ثم رحل إلى مكة ، حيث استقر بها ، ولازم بها العلماء سنوات طويلة ، واستمر في التحصيل ، حتى صار من العلماء المشهورين .
وكان رحمه الله حنفي المذهب ، كما هو معروف من مصنفاته ، وسيرة حياته ، وأسهم في تحرير كثير من مسائل المذهب الحنفي ، وتأييدها بالأدلة الشرعية .

وكان رحمه الله معروفا بالتدين والتورع والتعفف ، وكان يأكل من عمل يده ، متقللاً من الدنيا ، غلب عليه الزهد والعفاف والرضا بالكفاف .

وكان قليل الاختلاط بالناس ، كثير العبادة والتقوى ، وكان يكتب كل عام مصحفاً بخطه الجميل ، ويهمشه بالقراءات والتفسير ، فيبيعه ويكفيه قوتا عامه كله .

وكان يرى أن التقرب إلى الحكام وقبول منحهم يضر بالإخلاص والورع .
وكان يقول : ” رَحِمَ اللَّهُ وَالِدِي ، كَانَ يَقُولُ لِي : مَا أُرِيدُ أَنْ تَصِيرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، خَشْيَةَ أَنْ تَقِفَ عَلَى بَابِ الْأُمَرَاءِ “.
انتهى من “مرقاة المفاتيح” (1/ 331).

وبعد حياة حافلة بالعلم والخير والصلاح توفي رحمه الله بمكة ، فقيل : توفي سنة 1016 ، وقيل سنة 1010 ، والراجح أنه توفي سنة 1014 ، ودفن بمقبرة المعلاة .
وكان من شيوخه :
– ابن حجر الهيتمي الفقيه .
– علي المتقي الهندي .
– عطية بن علي السلمي .
– محمد سعيد الحنفي الخراساني .
– عبد الله السندي .
– قطب الدين المكي .
ومن أشهر تلامذته :
– عبد القادر الطبري .
– عبد الرحمن المرشدي .
– محمد بن فروخ الموروي .

وقد أحسن الناس الثناء عليه :
فقال الحموي في “خلاصة الأثر” (3/185) :
” أحد صُدُور الْعلم ، فَرد عصره ، الباهر السمت في التَّحْقِيق ، وتنقيح الْعبارَات ، وشهرته كَافِيَة عَن الإطراء فى وَصفه ” .
وقال العصامي في “سمط النجوم” (4/ 402):
” الْجَامِع للعلوم الْعَقْلِيَّة والنقلية ، والمتضلع من السّنة النَّبَوِيَّة ، أحد جَمَاهِير الْأَعْلَام ومشاهير أولي الْحِفْظ والأفهام ” .
وقال اللكنوي في “التعليق الممجد” (1/105-106)
” صاحب العلم الباهر ، والفضل الظاهر ” .
ثم قال – بعد أن عدد بعض مؤلفاته – :
” وله غير ذلك من رسائل لا تعد ولا تحصى ، وكلها مفيدة ” .
وقال النعماني في “البضاعة المزجاة” (ص30) :
” فاق أقرانه ، وصار إماما شهيرا ، وعلامة كبيرا ، نظارة متضلعا في كثير من العلوم العقلية والنقلية ، متمكنا بفن الحديث والتفسير والقراءات والأصول والعربية وسائر علوم اللسان والبلاغة ، مع الإتقان في كل ذلك ” .

وكان رحمه الله منصفا لشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله ، ويدافع عنهما ، وينتصر لهما . ويقرر أيضا مذهب السلف في مواضع من كتبه ، وإن يوجد له ـ أيضا ـ في مواضع عديدة : بعض ما يخالف فيه منهج السلف ، ويتأثر فيه بمذهب الأحناف الماتريدية ، ونحوهم ، وقرر قول الخلف في تأويل آيات الصفات ، أو تفويضها .
وما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك ، إلا المعصوم ، صلى الله عليه وسلم .
وينظر : “الماتريدية” للشمس الأفغاني (1/350) ، (1/537-540) .

ومن أشهر مصنفاته :
– “تفسير القرآن” .
– “مرقاة المفاتيح” .
– “شرح نخبة الفكر” .
– “الفصول المهمة” .
– “شرح مشكلات الموطأ” .
– “بداية السالك” .
– “شرح الحصن الحصين” .
– “شرح الأربعين النووية” .
– “ضوء المعالي”
– “شم العوارض في ذم الروافض” .
– “فيض المعين” .
– رسالة في الرد علي ابن عربي في كتابه الفصوص وعلى القائلين بالحلول والاتحاد” .
وغير ذلك كثير .

وينظر للاستزادة :
– “الأعلام” للزركلي (5/12-13)
– “التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح” للكاندهلوي (ص6).
– “التعليقات السنية” للكنوي (ص8-9).
– “الملا علي القاري فهرس مؤلفاته وما كتب عنه” لمحمد عبد الرحمن الشماع .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android