0 / 0

هل تعتبر ابنة الزوج البعيدة عن أمها الكافرة يتيمة ؟

السؤال: 225773

أنا متزوجة من رجل له ابنة من زوجة أخرى ، وأمها على قيد الحياة ، هل تعتبر هذه الفتاة يتيمة ، ويحق العطف عليها ؟ وهل التكفل بها له أجر مثل اليتيم ، أو الأجر مختلف ؟
أصبحت حياتي جحيما من هذه الفتاة ، وأصبحت أكن لها مشاعر الكره ، من كثرة ما ينهرني من أجلها ، حاولت مرارا وتكرارا التفاهم مع زوجي على هذه النقطة ، لكن بدون جدوى . أصبحت هذه الفتاة مصدر إزعاجي وسبب دمار بيتي ، مع العلم أن أمها فرنسية كافرة ، لا يريد أبوها أن تعيش معها .
أفتوني أرجوكم كيف أتعامل مع هذا الوضع ، ومع هذه الفتاة ، مع العلم أنني لم أستطع أن أحبها ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
اليتيم هو الطفل الصغير الذي دون البلوغ وقد مات أبوه .
فلا يسمى الطفل يتيماً ما دام أبوه على قيد الحياة ، حتى ولو كان بعيداً عنه .

وليس معنى ذلك نفي أي أجر أو ثواب في كفالة هذه الطفلة ، فلك في كفالتها وتربيتها أجر عظيم إن شاء الله تعالى ، بل قد يكون أعظم من أجر كفالة اليتيم ، لأن عدم كفالتك لها قد يعني أنها تذهب إلى أمها ، وحينئذ تخسر دينها وإسلامها .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ) الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ , يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ ، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ( .
رواه أبو داود (4918) وغيره ، وصححه الألباني .
أيْ: يَحْفَظُهُ وَيَصُونُهُ ، وَيَذُبُّ عَنْهُ بِقَدْرِ الطَّاقَة ، ويَمْنَعُ تَلَفَهُ وَخُسْرَانَه . قَالَ فِي النِّهَايَة: وَضَيْعَةُ الرَّجُل: مَا يَكُون مِنْ مَعَاشِه كَالصَّنْعَةِ وَالتِّجَارَة وَالزِّرَاعَة وَغَيْر ذَلِكَ , أَيْ: يَجْمَعُ إِلَيْهِ مَعِيشَتَه وَيَضُمُّهَا لَهُ ” انتهى، ينظر : “عون المعبود” (10/447) .
فإذا كان ذلك من حقوق الأخوة الإيمانية ، أن يحفظ المؤمن على أخيه المؤمن ضياعه ، ومتاعه ، فكيف يكون حال من تحفظ على زوجه أهم ضيعة عنده : ضيعة أولاده ؟!

ثانياً :
لاشك أن للزوج حقاً مؤكداً على زوجته ، فهي مأمورة بطاعته ، وحسن معاشرته .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ؛ قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) رواه أحمد (1661) ، وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (660) .

وإن من طاعة الزوج وإكرامه وحسن معاشرته : الإحسان إلى ابنته ، التي ليس لها بعد الله ، إلا هو ، وأنت ِ.

ثالثا :
نحن نقدر لك ما تشعرين به من حساسيتك تجاه هذه الفتاة ، غير أن الذي ننصحك به : ألا تكون الطفلة مؤثرة على علاقتك بزوجك ، فإن حرص والدها عليها ، واهتمامه بها : طبيعي جدا ؛ لأنها طفلة ، ولأن والدتها بعيدة عنها ، وتخيلي لو كنتِ مكان زوجك ، وهذه الطفلة ابنتك ، كيف كنت تحبين أن يتعامل زوجك معها ؟

فحاولي جاهدة – بارك الله فيك – إعانة زوجك على تربية ابنته وحفظها ، والإحسان إليها ، والرفق بها ، وقومي مقام والدتها ، واحتسبي الأجر عند الله ، وكوني على ثقة أن إحسانك لن يضيع عند الله ، وستجنين منه ثمارا نافعة في الدنيا والآخرة بإذن الله ، ولعل الله أن يبارك لك في ذريتك ، ويحفظهم لك ، ببركة عنايتك بهذه البنت الصغيرة الضائعة ، من غير أم لها ترعاها ، وتحنو عليها.
وتأكدي أن زوجك لو رأى منك الإحسان إلى ابنته لقدر ذلك لك ، والنفس البشرية أختي الكريمة مهما طغت وأساءت إلا أنها لا تنسى الإحسان وإن تجاهلته في الظاهر .

والنصيحة لك أن تحافظي على بيتك ، وأن تصبري على زوجك ، وأن تكوني لبيبة حكيمة في تعاملك معه ، فالزوج تأسره الكلمة الطيبة ، وتقيِّده المعاملة الحسنة ، وخصوصا من زوجته ، واعلمي أن إحسانك إلى هذه الطفلة فيه محافظة على إسلامها ، وهذ العمل ثوابه عظيم عند الله تعالى ، مع ما يترتب على ذلك من محبة زوجك لك وإحسانه إليك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android