تنزيل
0 / 0

ماذا كان مذهب الإمام البخاري رحمه الله ؟

السؤال: 225816

ماذا كان مذهب الإمام البخاري رحمه الله ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أما مذهب الإمام البخاري رحمه الله الفقهي فقد كان مذهبا خاصا ، لم يكن مقلدا لأي
من المذاهب المتبوعة ، بل كان من أهل الاجتهاد المطلق ، وقد وصفه بالفقه كثير من
الأئمة ، حتى قال محمد بن بشار : ” دخل اليوم سيد الفقهاء ” كما في ” تاريخ بغداد ”
(2/6) .
وقال أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني : ” محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر من
ابن حنبل ، فلما اعترض عليه بعض جلسائه قائلا : جاوزت الحد ، قال أبو مصعب : لو
أدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت : كلاهما واحد في الفقه
والحديث ” .
ينظر “تاريخ بغداد” (2/19).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” أما البخاري ، وأبو داود ، فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد .
وأما مسلم ؛ والترمذي ؛ والنسائي ؛ وابن ماجه ؛ وابن خزيمة ؛ وأبو يعلى ؛ والبزار ؛
ونحوهم ؛ فهم على مذهب أهل الحديث ، ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء ، ولا هم
من الأئمة المجتهدين على الإطلاق ، بل هم يميلون إلى قول أئمة الحديث كالشافعي ؛
وأحمد ؛ وإسحاق ، وأبي عبيد ؛ وأمثالهم ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (20/40) .
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله – في جواب من وصف تراجم البخاري بالتقليد – :
” ولأنه لزم منه أن البخاري يقلد في التراجم ، والمعروف الشائع عنه أنه هو الذي
يستنبط الأحكام من الأحاديث ، ويترجم لها ، ويتفنن في ذلك بما لا يدركه غيره ”
انتهى من ” فتح الباري ” .
ويقول الشيخ محمد أنور الكشميري رحمه الله تعالى (ت1352هـ):
” البخاري عندي سلك مسلك الاجتهاد ولم يقلد أحدا في كتابه ” .
انتهى من ” فيض الباري ” (1/438) .
هذا ولا ينكر أن بعض الأئمة المتقدمين نسبوا البخاري إلى مذاهبهم ، فذكره القاضي
ابن أبي يعلى الفراء في ” طبقات الحنابلة ” (1/271)، والسبكي في ” طبقات الشافعية ”
(2/3)، غير أن الوصف الأدق هو ما سبق تقريره أنه مجتهد مستقل بمذهبه ، أخذ الفقه عن
جميع المذاهب ، واطلع على مدارس الرأي والحديث ، ثم استقل بآرائه التي تنوعت فيها
اختياراته ما بين هذه المذاهب ، وقد أجمع على ذلك عامة الدراسات المختصة التي أنشئت
لدراسة ” فقه الإمام البخاري “، وقفنا منها على نحو من خمس عشرة رسالة علمية مهمة ،
كلها تخلص بنتيجة في آخر المطاف ، أن تراجم الفقه في ” صحيح البخاري ” لا تنتسب إلى
مذهب معين ، لا في جميعها ولا معظمها ، بل تظهر فيها شخصية مجتهدة مستقلة .
يقول الدكتور نور الدين عتر :
” أما البخاري فكان في الفقه أكثر عمقا وغوصا ، وهذا كتابه كتاب إمام مجتهد غواص في
الفقه والاستنباط ، بما لا يقل عن الاجتهاد المطلق ، لكن على طريقة فقهاء المحدثين
النابهين ، وقد قرأ منذ صغره كتب ابن المبارك وهو من خواص تلامذة أبي حنيفة ، ثم
اطلع على فقه الحنفية وهو حدث – كما أخبر عن نفسه -، واطلع على فقه الشافعي من طريق
الكرابيسي ، كما أخذ عن أصحاب مالك فقهه ، فجمع طرق الاجتهاد إحاطة واطلاعا ، فتهيأ
له بذلك مع ذكائه المفرط وسيلان ذهنه أن يسلك طريق المجتهدين ، ويبلغ شأوهم . وهذا
كتابه شاهد صدق على ذلك ، حيث يستنبط فيه الحكم من الأدلة ، ويتبع الدليل دون
التزام مذهب من المذاهب ، والأمثلة التي ضمها بحثنا عن فقهه وما أوجزنا من القول في
عمق تراجمهم وتنوع طرق استنباطه ، يدل على أنه مجتهد بلغ رتبة المجتهدين ، وليس
مقلدا لمذهب ما ، كما يدعي بعض أتباع المذاهب ” انتهى من ” الإمام الترمذي
والموازنة بينه وبين الجامع الصحيح ” (ص391) .
وينظر للفائدة : الحسيني هاشم في ” الإمام البخاري محدثا وفقيها ” (ص161-205) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android