تشاجرت مع إحدى الأخوات فأرسلت لي رسالة نصية أغضبتني كثيراً فرددت عليها، ثم أخبرت زوجي بما حصل وطلبت منه النصح ، فطلب عرض الرسالة عليه فرفضت ، وأدركت حينها أن الشيطان يريد الوقيعة بيني وبين تلك الأخت فأرسلت إليها رسالة أعتذر فيها ، فتأثرت وندمت ، وعادت المياه إلى مجاريها ، أمّا زوجي فما زال غاضباً ؛ لأني لم أسمح له بقراءة الرسالة ، وقلب البيت رأساً على عقب ، ونبزني بكل الألقاب وأساء التصرف أمام الأولاد.
فهل للزوج الحق في قراءة رسائل الزوجة سواء الرسائل النصية أو الالكترونية أو غيرها ؟ وإذا كان له الحق فمتى وكيف وفي أي إطار؟ وهل أخطأت عندما لم أسمح له بقراءة الرسالة ؟ لقد مضى أسبوع كامل وهو على هذه الحالة من الغضب وسوء التصرف ، وقد اكتفيت من هذا الزواج في الحقيقة ولم يعد شيء أحب إلي من الفراق في هذه اللحظة ، فما نصيحتكم، وكيف عالج القرآن والسنة مثل هذه القضايا ؟
غضب زوجها لأنها رفضت إطلاعه على رسالة صديقتها .
السؤال: 226121
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
شكر الله لك مبادرتك بالاعتذار لصديقتك وهذا يدل على حسن خلقك.
وأسأل الله أن يفرج همّك ويصلح ما بينك وبين زوجك .
والوصية لك أيتها الأخت الكريمة بالتالي :
أولا :
لاشك أن للزوج حقا مؤكدا على زوجته ، فهي مأمورة بطاعته ، وحسن معاشرته ، وتقديم طاعته على كل أحد ، قال تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم ) النساء/34 .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) رواه أحمد (1661) وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (660) .
ثانيا :
ليس للزوج الحق في الاطلاع على خصوصيات زوجته ، وما يكون بينها وبين صديقاتها من مراسلات ، أو مكالمات ، ما دام الأمر بينها على السلامة ، والحمد لله ، وليس هناك شك ولا ريبة .
لكن طلبك منه النصح في بداية مشكلتك مع صديقتك أدى إلى طلبه مشاهدة الرسالة حسب ما ذكرت في سؤالك ، فهو لم يكن ليطلب الاطلاع على تلك الرسالة لولا أنك طلبت منه النصيحة.
ورفضك اطلاعه على الرسالة لم يكن هو التصرف المناسب ، لاسيما وأنت التي طلبت مشورته ، ثم هو ـ كذلك ـ زوجك ، وله حق عليك .
فينبغي عليك الآن : أن تتلطفي له ، وتتوددي إليه ، وتهدئي من غضبه بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ، وإن كنت تعلمين أنه لو اطلع على هذه الرسالة ، سوف تهدأ نفسه ، ويطوي معك هذه الصفحة : فلا مانع من ذلك ، بل ننصحك بإطلاعه عليها ، حتى وإن كان هذا خلاف الأصل ، وحتى لو كان هذا من خصوصياتك أنت ، لكن مصلحة الإصلاح بينكما ، ونزع فتيل الأزمة ، مقدمة على حفظ هذه الخصوصية .
واحتسبي الأجر في ذلك واطلبي المعونة من الله ، حتى تحافظي على بيتك وحياتك الزوجية .
ثالثا :
المشكلة يسيرة ، إن شاء الله ، وليس من الحكمة ، ولا من العقل ، بل ولا من الشرع في شيء أيضا : أن تصل مثل هذه المشكلات الصغيرة بالبيت إلى حد الهاوية ، أو الوصول به إلى طريق مسدود ، كما تقولين .
فحافظي على بيتك وأسرتك ، يا أمة الله ، واصبري على زوجك ، فإنما هي عاصفة تمر سريعا إن شاء الله ، وكدر طارئ ، لن يلبث أن يزول بفضل الله عليكما .
ثم كوني لبيبة حكيمة في تعاملك معه ، ولا تطلعيه على مشاكلك مع صديقاتك مرة أخرى ؛ حتى لا تتكرر المشكلة .
نسأل الله أن يؤلف بين قلبيكما ، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب