تنزيل
0 / 0

حكم الاستماع إلى كتاب الله مصحوبا بترجمة معانيه .

السؤال: 226819

ما حكم الاستماع إلى القرآن الكريم مصحوباً بالترجمة ؟ وما حكم الاستماع إلى الترجمة منفردة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
” لا يمكن ترجمة القرآن ترجمة تماثله في دقة تعبيره ، وعلو أسلوبه ، وجمال سبكه ،
وإحكام نظمه ، وتقوم مقامه في إعجازه ، وتحقيق جميع مقاصده ، من إفادة الأحكام
والآداب والإبانة عن العبر والمعاني الأصلية والثانوية ونحو ذلك .
ويمكن أن يعبر العالم عما فهمه من معاني القرآن حسب وسعه وطاقته ، بلغة أخرى ليبين
لأهلها ما أدركه فكره من هداية القرآن ، وما استنبطه من أحكامه ، أو وقف عليه من
عبره ومواعظه، لكن لا يعتبر شرحه لتلك [الآيات] بغير اللغة العربية قرآنا ولا ينزل
منزلته من جميع النواحي ، بل هو نظير تفسير القرآن باللغة العربية في تقريب المعاني
والمساعدة على الاعتبار واستنباط الأحكام ، ولا يسمى ذلك التفسير قرآنا ، وعلى هذا
يجوز للجنب والكفار مس ترجمة معاني القرآن بغير اللغة العربية ، كما يجوز مسهم
تفسيره باللغة العربية ” .
انتهى من ” فتاوى اللجنة الدائمة” (4/ 163) .

وحينئذ ؛ فسماع الترجمة
مفردة : لا بأس به ، لأن هذه الترجمة هي في حقيقتها : تفسير للقرآن ، وسماع الأعجمي
لترجمة معاني القرآن أو قراءتها ، بمثابة سماع العربي لتفسير القرآن الكريم ، وكل
ذلك أمر حسن مشروع .
انظر إجابة السؤال رقم : (218512) .

ثانيا :
الاستماع إلى القرآن الكريم مصحوبا بالترجمة ، لا حرج فيه أيضا ، بل هو مشروع مطلوب
أيضا ، فيتلو التالي – مثلا – الآية باللغة العربية ، ثم يتبعها بترجمة معناها إلى
اللغة المراد ترجمة المعنى إليها ، وهكذا ، فهذا يعين على فهم القرآن وتدبره ومعرفة
معانيه ، مما يعين على معرفة أحكامه ، والعمل به ، والتأدب بآدابه ، وهل نزل القرآن
إلا لذلك ؟ قال سبحانه : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ
أَقْفَالُهَا ) محمد/ 24 ، قال السعدي رحمه الله :
” هذه الحكمة من إنزاله ، ليتدبر الناس آياته ، فيستخرجوا علمها ، ويتأملوا أسرارها
وحكمها ، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه ، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة ، تدرك
بركته وخيره ، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن ، وأنه من أفضل الأعمال ، وأن
القراءة المشتملة على التدبر : أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود
” .
انتهى من تفسير السعدي (ص 712) ، وينظر : أضواء البيان” للشنقيطي (50 /25) .

وقد روى الطبري رحمه الله في
“تفسيره” (1/80) عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : ” حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا :
أنهم كانوا يستقرِئون من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا تعلَّموا عَشْر
آيات لم يخلِّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلَّمنا القرآن والعمل جميعًا
” إسناده صحيح .

ولكن لا بد أن يكون القائمون
على الترجمة من ذوي العلم والفهم ، ممن يعرف تفسير القرآن ، ويحسن الترجمة ، لأن
هناك الكثير من التراجم الضعيفة ، بل الفاسدة التي يتحرف بها المعنى .
فلا بد من مراعاة كون الترجمة صحيحة ، يقوم عليها رجال من ذوي الأمانة والعلم
والفهم الصحيح ، ممن يوثق بعلمه ودينه .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android