هناك فرقة شيعية تدعى أغا خانية يقومون بالدعاء (أي الصلاة) مرتين في اليوم بدلاً من الصلوات الخمسة ، فمن هم الأغا خانية ؟ وما هي معتقداتهم؟
التعريف بالفرقة ” الأغاخانية ” الإسماعيلية الضالة .
السؤال: 226949
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
” الأغاخانية ” فرقة من الطائفة الإسماعيلية النزارية الضالة .
والإسماعيلية هي طائفة تنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ، وهي إحدى الفرق الباطنية ، التي تذهب إلى أن للشريعة ظاهرا وباطنا ، وأنهم هم الذين عرفوا ذلك الباطن ، وقد أنكروا أركان الإسلام وعباداته ، وتلاعبوا بنصوص الوحي ، وأتوا في ذلك بما لا يقبله الشرع ولا العقل .
وقد انحرفت هذه الفرقة (الإسماعيلية) إلى الغلو الشديد ، مما جعل الشيعة الاثني عشرية أنفسهم ، وهم من أضل طوائف الأمة وفرقها : يكفرون الإسماعيلية .
وقد تنوعت وتشعبت فرق الإسماعيلية ، ومن هذه الفرق : الأغاخانية” التي تنسب إلى حسن علي شاه ، الذي ظهر في إيران ولقب نفسه بـ “الأغاخان الأول”، وقام بالثورة، ولكنه فشل، وهرب إلى الهند، وهناك اعترف به الإنجليز إماماً للطائفة الإسماعيلية، وخلعوا عليه لقب “أغاخان” ، فانتسب إلى نزار بن المستنصر الفاطمي، وأصبح إمام الإسماعيلية النزارية.
ومن أبرز شخصيات هذه الفرقة :
– حسن علي شاه: وهو الأغاخان الأول: الذي استعمله الإنجليز لقيادة ثورة تكون ذريعة لتدخلهم، وقد خلع عليه الإنجليز لقب أغاخان، مات سنة1881م.
– أغا علي شاه: وهو الأغاخان الثاني .
– ابنه محمد الحسيني: وهو الأغاخان الثالث ، كان يفضل الإقامة في أوروبا، وقد رتع في ملاذ الدنيا، واشتهر بالفسق والمجون .
وكان هذا الرجل يؤيد ويناصر الاحتلال الإنجليزي لبلاد المسلمين في الهند، بل إنه يرى أن هذا الاحتلال نعمة للشعوب الهندية، ويصرح بأن رغبة الهنود في الاستقلال رغبة طائشة حمقاء، ونزعة متهوسة سابقة لأوانها .
ويقول عنه جولدزيهر اليهودي: ” هو رجل دنيوي المظهر إلى حد كبير، ومشبع بأفكار الثقافة العصرية، ولا شيء في مظهره يذكرنا بمبادئ المذهب الذي ينبغي أن يمثله ” .
– ثم تولى زعامة الطائفة بعده حفيده المسمى “كريم خان” ولقب بـ “أغاخان الرابع” ، وكانت أمه بريطانية ، تلقى علومه الأولية بسويسرا، وأكمل تعليمه في جامعة هارفارد الأمريكية ، ومع ذلك يعتبره الإسماعيليون في العصر الحاضر : الإمام الثاني والأربعين في سلسلة الأئمة الإسماعيلية.
ومن أهم عقائد هذه الفرقة الضالة :
1- قولهم بالتناسخ ، فيرون أن الأرواح مسجونة في هذه الأجسام المكلفة بطاعة الإمام المطهر، فإذا انتقلت على الطاعة كانت قد تخلصت وانتقلت للأنوار العلوية، وإن انتقلت على العصيان هوت في الظلمات السفلية. وينظر جواب السؤال رقم : (14379) .
2- قولهم بالرجعة ، فيرون رجعة من مات من الأئمة بنوع التناسخ والرجعة، ومنهم من ينتظر مجيء من يقطع بموته، ومنهم من ينتظر عودة الأمر إلى أهل البيت.
3- يقولون لابد من إمام معصوم، أو مستور، فالأئمة الظاهرون هم أنفسهم، ويدعون الناس إلى إمامتهم، والمستورون هم الذين يتسترون ويظهرون دعاتهم، وآخر الظاهرين عندهم: “إسماعيل” الذي ينتسبون إليه، وأول المستورين ابنه المكتوم.
4- رفعوا أئمتهم إلى مرتبة الألوهية فهم – ظاهرا – يقولون : إن الأئمة بشر كسائر الناس، ويأكلون وينامون ويموتون، ولكنهم في تأويلاتهم الباطنية يقولون: إن الإمام هو “وجه الله” و”يد الله” و”جنب الله” ، بل يدعون صراحة أن الله قد حل فيه ، وأنه هو الذي يحاسب الناس يوم القيامة، ويقسمهم بين الجنة والنار، وأنه هو “الصراط المستقيم” و”الذكر الحكيم” و”القرآن الكريم”.
5- يرون نسخ شريعة الإسلام وانتهاء العمل بها . حيث يرون أن محمد بن إسماعيل حي لم يمت، أنهم وأنه القائم المهدي، والقائم عندهم يبعث برسالة وشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
6- يتبرؤون من الشيخين : أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وينعتوهما بصفات قبيحة، كإبليس وفرعون وهامان والطاغوت وهبل.
7- ينفون صفات الله مطلقاً، وينكرون كل صفة له سبحانه ، مما وصف بها نفسه في القرآن الكريم.
8- يقولون بإباحة المحرمات والمحارم، فأباحوا شرب الخمر، والبنات والأخوات وجميع الملذات.
9- يقولون بقدم العالم، وأن له مدبرين: الأول: الله. والثاني: النفس.
10- يقولون بأن الأنبياء هم أنبياء ورسل إلى العامة فقط ، أما الخاصة فأنبياؤهم الفلاسفة ، فالشعائر الدينية للعامة ، وأما الخاصة فلا يلزمهم العمل بها.
11- لا يعتقدون وجوب شيء من أركان الإسلام : الصلاة والزكاة والصوم والحج .
أماكن انتشارهم وتواجدهم :
يسكن الإسماعيلية الأغاخانية الآن في الهند ودار السلام والكنغو وبلجيكا وباكستان ونيروبي وزنجبار ومدغشقر وبعض أقاليم سوريا.
أما مركزهم الرئيسي: فيوجد في مدينة كراتشي في باكستان .
ومن هذا العرض الموجز لأهم أفكارهم وعقائدهم يتبين أن هذه الفرقة خارجة عن الإسلام .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما قول علماء الإسلام والفقهاء الكرام في حق فرقة الإسماعيلية – الأغاخانية – التي يسكن أفرادها في البلاد المختلفة خصوصا في البلاد الشمالية من باكستان، نذكر بعض معتقداتهم وأقوالهم التي تدل على عقائدهم هنا.
(1) الكلمة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهد أن أمير المؤمنين علي الله، هذه كلمتهم مقام كلمة الإسلام كلمة التوحيد والشهادة ويسمونها بـ: الكلمة الإسلامية الحقيقة.
(2) الإمام: وهم يعتقدون أن أغاخان شاه كريم هو إمامهم، وهو مالك كل شيء من الأرض والسماء وما فيهما وما بينهما بالخير والشر، ويعتقدون أنه هو الحاكم في العالم بقضه وقضيضه.
(3) الشريعة: هم لا يرون اتباع الشريعة الإسلامية بل يعتقدون أن أغاخان هو القرآن الناطق والقرآن الحقيقي الأصلي، وهو الكعبة وهو البيت المعمور وهو المتبوع المتبع ولا يكون شيء سواه يجب اتباعه، وفي كتبهم أن ما ذكر في القرآن الظاهري من لفظ الله مصداقه الإمام أغاخان.
(4) الصلاة: هم لا يعتقدون وجوب الصلوات الخمس ويقولون بوجوب الدعوات الثلاثة مكانها.
(5) المسجد: هم يتخذون معبدا آخر مكان المسجد ويسمونه بـ: جماعت خانة.
(6) الزكاة: هم يجحدون الزكاة الشرعية ويؤدون مكانها من جميع أصناف المال عشرها للأغاخان ويسمونه بـ: مال الواجبات .
(7) الصوم: ينكرون فرضية صوم رمضان.
(8) لا يقولون بفرضية حج البيت، يعتقدون أن الأصل أغاخان هو الحج.
(9) السلام: لهم تحية مخصوصة مكان السلام عليكم يقولون عند اللقاء: (علي مدد) أي أعانك علي، ويقولون في جوابه: (مولى علي مدد) مكان وعليكم السلام.
هذه نبذة من أقوالهم وعقائدهم. فهل هذه الفرقة من الفرق الإسلامية أم من الفرق الكفرية؟
فأجابت اللجنة :
” أولا: اعتقاد أن الله حل في علي أو غيره : كفر محض مخرج من ملة الإسلام، وكذلك اعتقاد أن هناك أحدا يتصرف في السماء والأرض غير الله سبحانه كفر أيضا، قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
ثانيا: من اعتقد أن هناك أحدا يسعه الخروج عن اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم : فهو كافر كفرا يخرج من ملة الإسلام، وشريعته هي القرآن الذي أوحاه الله إليه، قال تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) ومن الشريعة: السنة النبوية التي هي تبيين وتفصيل للقرآن، قال تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
ثالثا: من أنكر وجحد شيئا من أركان الإسلام أو من واجبات الدين المعلومة بالضرورة فهو كافر ومارق من دين الإسلام.
رابعا: إذا كان واقع هذه الطائفة هو ما ذكرته في السؤال : فلا يجوز الصلاة على موتى من ذُكر ، ولا دفنهم في مقابر المسلمين، ولا تجوز مناكحتهم ، ولا تحل ذبيحتهم ولا معاملتهم معاملة المسلمين ” انتهى من “فتاوى اللجنة الدائمة” (2/ 392-394)
راجع :
“الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة” (1/ 386،388)
– سلسلة : “ماذا تعرف عن ..؟” لأحمد بن عبد العزيز الحصيب (1/257) وما بعدها .
– “الإسماعيلية المعاصرة” لمحمد بن أحمد الجوير .
وانظر :http://www.dorar.net/enc/firq/3137
وانظر أيضا :
وانظر للاستزادة جواب السؤال رقم : (7974) ، (107544) ، (176364) .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة