0 / 0

يسأل عن حكم التدرب على تحريك الأشياء عن بعد

السؤال: 227124

لدي سؤال بخصوص التحريك الذهني والتخاطر ، التي أصبحت من المجالات العلمية الجديدة ، حيث يتم استخدام الطاقة الذهنية لتحريك الأغراض عن بعد ، وذلك بعد التدرب على الأمر ،
فهل يعد هذا الأمر نوعاً من الشرك ، أو يتعارض مع العقيدة ؟ حيث أعلم أن استخدام الجن أو ما شابهه لا يجوز شرعاً ، مع العلم أنّ تحريك الأشياء عن بعد يحتاج إلى تدريب ، وأي شخص يمكنه القيام بذلك بعد التدرب عليها ، وكما هو واضح ، فهذا الأمر لا يفيد الإنسان في التقرب من الله ، ولكنه يساعده في توفير الوقت ، وتسهيل الأمور ، في حال استطاعته تحريك الأشياء عن بعد .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ما نرجوه وندعو إليه أن يحمل علماء الطبيعة من فيزيائيين وكيميائيين وأطباء ونحوهم راية توضيح هذه الإشكالية للناس ، وهي إشكالية الخلط بين العلم والاحتيال ، أو بين التجربة والوهم، وتحديد الفارق بين منهج البحث الصحيح الموصل إلى نتائج واقعية ، ومناهج الاشتغال العبثي الذي لا يقوم على أسس عقلية أو تجريبية ، وإنما على عقائد فلسفية ، وأماني نفسية ، فكلام المختصين في العلوم التجريبية له تأثير أكبر بحكم تخصصهم ، وفهمهم حقيقة هذه الأوهام في ميزان العلم الحديث .
ونحن هنا في موقع أجوبة شرعية ، نقدم حلولا من وجهة نظر إسلامية ، وليس من تخصصنا الكلام في الأبحاث الناشئة في قضايا “الطاقة” بجميع مكوناتها وما تفرع عنها ، ولكننا سبق أن نقلنا في العديد من الأجوبة كلام المختصين الذين حذروا من أوهام هذه الممارسات ، ومن فلسفتها التي انطلقت منها بمزيج من الأديان الوثنية والعقائد الخيالية ، وذلك في الأرقام الآتية : (45559) ، (200628) ، (219225) ، (219222) ، (138578) ، (178938) ، (171454) .
ونؤكد في الجواب على هذا السؤال ما قررناه سابقا ، ونقول: إن تحريك الأشياء ذهنيا عن بعد ليس ممارسة علمية – فيما اطلعنا -، ولا تجربة عملية ، وتدريباته المزعومة لا تتجاوز تعزيز الوهم وغرس الخيال في نفس المتدرب ، وما ينقل عن تجارب ناجحة لا تتوافر على المصداقية والوثوقية ، ولا تخلو من الحيل البصرية وخفة اليد ، أو الاستعانة بالسحر ، أو الدخول إلى عالم الجن والشياطين .
ولهذا فالواجب على المسلم الوقوف عند حدود الشرع والعقل ، وعدم الانخداع خلف أوهام الشرق والغرب ، واتقاء تسليم عقولهم نهبا لكل من يدعي العلم والتجربة ، فالعالم الإسلامي لم يتحرر من أسر الخرافة إلا حين وقف عند حدود الشرع ، وعزز مكانة العقل ، فَشُكر نعمة الله تعالى علينا تقتضي منا الحذر من كل مدخل من مداخل الأوهام ، بسؤال أهل العلم الشرعي ، وأهل العلم الطبيعي ، والوقوف عند نصائحهم وإرشاداتهم .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android