تنزيل
0 / 0

تشعر أنها رجل وتريد الانتحار

السؤال: 228371


سؤالي ليس بسؤال عادي ، لأنه ليس من المعتاد على العرب أو المسلمين التطرق إليه ،
ما حكم المتحولين جنسيا ؟
سوف أعطيكم مثالا : أنثى في الثلاثين من عمرها ، لم تشعر ولو بيوم أنها أنثى ، شعر جسمها كالرجال ، الصوت وكل شيء فيها كالرجال ، لا صدر لديها ، العضو التناسلي هو عضو أنثى لكن التصرفات ، النفسية والتفكير هو ذكوري ، مع العلم أطباء نفسيين قالوا : إن تركيبة جسدها وعقلها هي تركيبة ذكورية ، وأن حل المشكلة بهرمونات أنثوية لن ينفع ، سوف يقل الشعر ، لكن التفكير واحد ، ولها حرية التجريب ، الفتاة لا تريد فعل الفاحشة ، أو معصية الله تعالى ، هي مسلمة ، لكن أهلها ليسوا فقهاء في الدين ، فالإسلام مجرد شيء عندما يسألون عنه يقولون : أجل نحن مسلمون ، على عكس ما تربينا عليه نحن العرب ، أريد النظرة الشرعية والحكم لها بما أنها أنثى داخلها رجل ، قد حاولت الهرمونات الأنثوية ، لكنها تريد الانتحار ، فهي تعيش في سجن أنثى ، والحرية لها أن تتحول إلى ذكر .
ما حكم الشرع في هذا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لم يتمثل العلاج يوما ما بالانتحار ، ولا بإزهاق الروح ، فالموت ليس حلا لأي من
المصائب ، بل هو المصيبة نفسها ، وخاصة إذا وقع بفعل الإنسان نفسه ، فيغدو حينئذ
كبيرة من كبائر الذنوب ، ويكون سببا في عذاب لا يقارن بعذاب الإنسان في ابتلائه
ومصابه ، فعذاب الآخرة أشد كما قال تعالى : ( وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ
وَأَبْقَى ) طه/127.
فأي فَرَجٍ تبحث عنه هذه الفتاة ، حين تنتقل من عناء الدنيا إلى عذاب الآخرة !!
وهي لو تفكرت وتأملت ، واختلت بقلبها وروحها ، وناجت ربها سبحانه وتعالى أن يلهمها
رشدها وصوابها ، لعلمت أن الحياة الدنيا آفاقها أرحب مما تظن ، وآمالها أوسع وأسعد
مما تتخيل ؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقها محصورة في إطار الجنس ” الذكورة أو
الأنوثة “، ولم يقصر سعادة الدنيا على الهوية ” الجندرية ” كما يسمونها ، بل هي
صنعة ربانية متقنة ، اتخذها الصالحون والمصلحون طريقا ومزرعة إلى السعادة الأبدية
في الآخرة ، يغرسون فيها غرس العمل والنجاح والإحسان والدعوة والإصلاح والتعلم
والتفكر والتعبد لله سبحانه ، ليجدوا أنوار هذه الخيرات مؤنسهم في ظلمة القبر ،
ومنقذهم على الصراط .
ولو تأملت هذه الفتاة الصالحة فيما حولها من أنواع الابتلاء التي تصيب العالمين ،
لشكرت الله سبحانه وتعالى ، وعلمت فضله ونعمه عز وجل عليها ، وأدركت أن ” سجن
الأنوثة ” الذي تتحدث عنه في سؤالها ما هو إلا تهويل النفس والشيطان ، بل هو سجن من
الأوهام التي يقيمها الإنسان في عقله وقلبه ، وحقيقة الأمر أيسر من ذلك .
فالذكر والأنثى يشتركان في أشياء كثيرة ، عقليا وبدنيا ونفسيا ، فيكفي أن تركز
الفتاة على هذه المشتركات ، ولا تظن أن الناس مطلعون على ما في نفسها ، ويرون ما
فيها من الذكورة ، فيترك ذلك فيها الضيق والحرج ، كل هذا من الأوهام ، فالناس لا
يبحثون إلا عن المعاملة الحسنة فيما بينهم ، والإحسان إليهم ، والمسلم في علاقته
بربه سبحانه لن يُسأل عن ذكورته أو أنوثته ، بل عن عمله الصالح ، وعلاقته بربه ،
وعلاقته بمن حوله ، ونفعه الناس ، فهل يضر بعد ذلك الشعور الداخلي الذي ينفخ فيه
الشيطان سمومه ! وهل خلاصة الحياة هي الرسوم والمظاهر ” الجندرية ” كي تكون هي فلك
التفكير ومحور الحياة !!
ورغم ذلك كله فلا ينبغي اليأس من العلاج ، ولا الانقطاع عن الاستشارات الطبية
المتخصصة التي تسهم في التخفيف بإذن الله ، فالرجاء في الله كبير ، أن يبعث في
القلب من الطمأنينة ما يدرأ هذه الهموم ، والعلاج بالدواء عامل مساعد بإذن الله ،
ولو بقي قدر من المشكلة لم تتمكن الفتاة من علاجه ، فحله أن تتعايش معه ، وتتقبل
قدر الله بالصبر والرضا ، وتحتسب أمرها عند الله ، متذكرة في ذلك كله أن أهل الأرض
كلهم ، منذ خلق آدم إلى قيام الساعة ، لم يخل أحد منهم من بلاء وامتحان في أيامه
ولياليه ، وأن السعيد من هؤلاء جميعا من حمد الله سبحانه على السراء والضراء ، وغرس
في صدره كل أسباب الرضا والقبول ، وانطلق إلى حياته يعبد ويبني وينتج ويبدع ،
متجاوزا آلامه بآماله ، ومستدركا مرضه بالنعم التي منحه الله إياها . وبهذا ينال
الإنسان الفوز في الدنيا والآخرة بإذن الله .
لمزيد من النصائح ، ينظر في موقعنا الأرقام الآتية : (183177) ، (196020) ،
(210197) ، (218008) .
كما سبق بيان حكم عمليات ” تحويل الجنس “، في الأرقام الآتية : (34553) ، (138451)
، (164232) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android