0 / 0
24,86731/08/2015

هل إنشاء الصفحات الدعوية يعتبر من الصدقة الجارية ؟

السؤال: 229491

هل إنشاء صفحات ومجموعات إسلامية على الفيس ، والنشر في منتديات ، وإنشاء قناة على اليوتيوب لرفع فيديوهات إسلامية تم رفعها من قِبل أخرين في قنواتهم (تِكرار أو منقول) يدخل في الصدقة الجارية أم لا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إنشاء الصفحات الدعوية والتعليمية على شبكة الإنترنت ، هي صورة من صور نشر العلم النافع وهي سبيل من سبل الدعوة إلى الله تعالى .
وهذان الفعلان – بث العلم والدعوة إلى الله تعالى – وإن لم يكونا داخلين في مصطلح ” الصدقة الجارية ” ، إلّا أنهما يشتركان معها في الفضل ، وجريان الأجر واستمراره حتى بعد وفاة صاحبه ، كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) رواه ابن ماجه (242) ، وحسّنه الألباني في “صحيح سنن ابن ماجه”.

وتعليم العلم يكون بنشره بالتدريس أو بالتأليف أو بالنسخ .
قال الصنعاني رحمه الله تعالى :
” وتعليم العلم يشمل التأليف ، والتدريس ، والنسخ ، وتصحيح كتب أهل الإِسلام ” .
انتهى من ” التنوير شرج الجامع الصغير ” (2 / 274) .
وقال في ” سبل السلام ” ( 5 / 227 ) :
” يدخل فيه من ألف علما نافعا ، أو نشره ، فبقي من يرويه عنه وينتفع به ، أو كتب علما نافعا ، ولو بالأجرة مع النية ، أو وقف كتبا ” انتهى .

وإنشاء الصفحات الجامعة لأقوال أهل العلم ، ولمقاطع من محاضراتهم ودروسهم ونحو ذلك : هو من صور نسخ العلم ، ونشره .
وصاحب هذه الصفحات الدعوية له ـ إن شاء الله ـ من الأجر مثل أجور من عمل بما ترشد إليه هذه الصفحات من الخير والهدى .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (‏ مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى ، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ‏) رواه مسلم ( 2674 ) ‏.‏
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
” … وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه ، أو إلى ضلالة : كان عليه مثل آثام تابعيه ، سواء كان ذلك الهدى والضلالة ، هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقا إليه ، وسواء كان ذلك تعليم علم ، أو عبادة ، أو أدب ، أو غير ذلك ” .
انتهى من ” شرح صحيح مسلم ” ( 16 / 226 – 227 ) .

فعلى المسلم الناشط في إنشاء هذه الصفحات أن يستبشر بسعة فضل الله تعالى وأن يخلص النية ، كما عليه أن يتأكد من العلم الذي سينشره ، أو الأمر الذي يدعو إليه : أن يكون خاليا من الانحرافات ، أو البدع والضلالات .
وعليه أيضا أن يشتغل بالعلم الذي تعظم فائدته ، وحاجة الناس إليه أكثر .
قال النووي رحمه الله تعالى :
” ينبغي أن يختار من العلوم : الأنفع ، فالأنفع ” انتهى من ” شرح صحيح مسلم (11 / 85) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android