0 / 0

هل يشرع للمسلم كلما تلا قوله تعالى : ( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) أن يقول : ( لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ، فَلَكَ الحَمْدُ ) ؟

السؤال: 230662

ما حكم قول ولا بأي من نعمك يا ربنا نكذب ولك الحمد عند قراءة سورة الرحمن عند الآية “” فبأي ء آلاء ربكما تكذبان “” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

روى الترمذي (3291) ، والحاكم (3766) ، والبيهقي في “الشعب” (2264) ، وفي “دلائل النبوة” (2/ 232) ، وأبو الشيخ في “العظمة” (5/ 1666) ، وابن أبي الدنيا في “الشكر” (69) من طريق الوَلِيد بْن مُسْلِمٍ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: ” خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا ، فَقَالَ : ( لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الجِنِّ لَيْلَةَ الجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ ، كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) قَالُوا: لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ ، فَلَكَ الحَمْدُ ) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، رواية أهل الشام عن زهير بن محمد : مناكير ، وهذه منها ؛ فإن الوليد بن مسلم دمشقي .
قال الإمام البخاري: ما روى عنه أهل الشام : فإنه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح .
وقال الأثرم ، عن أحمد ، في رواية الشاميين عن زهير: يروون عنه مناكير . ثم قال: أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة ، عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر . وأما أحاديث أبي حفص ، ذاك التنيسي ، عنه : فتلك بواطيل موضوعة .
وقال أبو حاتم : ” محله الصدق ، وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق ، لسوء حفظه ، فما حدث به من حفظه ففيه أغاليط ، وما حدث من كتبه فهو صالح ” .
انظر : “تهذيب التهذيب” (3/ 349-350) .
والوليد بن مسلم كان يدلس تدليس التسوية ، وهو شر أنواع التدليس ، فيخشى أن يكون أسقط رجلا من الإسناد .
انظر : “جامع التحصيل” (ص 111) ، “تقريب التهذيب” (ص 584) .

وله شاهد ، يرويه الطبري في “تفسيره” (22/ 23)، والبزار في “مسنده” (5853)، والخطيب في “تاريخه” (5/ 493)، والمستغفري في “فضائل القرآن” (2/ 626) من طريق يحيى بن سليم الطائفي ، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع ، عن ابن عمر به مرفوعا نحوه .
ويحيى بن سليم سيء الحفظ ، وثقه ابن معين وابن سعد والعجلي ، وتكلم فيه غير واحد ، فقال أبو حاتم : شيخ صالح محله الصدق ، ولم يكن بالحافظ ، يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال أحمد بن حنبل أتيته : فكتبت عنه شيئا فرأيته يخلط في الأحاديث فتركته ، وفيه شيء.
وقال النسائي: ليس به بأس وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمرو. وقال أيضا : ليس بالقوي .
انظر : “تهذيب التهذيب” (11 /198-199) .

وقد اختلف العلماء في الحكم على هذا الحديث ، فمنهم من صححه أو حسنه ، ومنهم من ضعفه .
فصححه الحاكم على شرط الشيخين ، ولم يتعقبه الذهبي . وكذا صححه السيوطي في “الدر المنثور” (7/ 690) ، وحسنه الألباني في “صحيح الترمذي” .
وضعفه الترمذي ، والذهبي في “تاريخ الإسلام” (1/ 201) . وكذا ضعفه الشيخ ابن عثيمين ، كما في “تفسير الحجرات – الحديد” (ص 307) ومقبل بن هادي الوادعي في “أحاديث معلة ظاهرها الصحة” (ص 86) ، والحويني في “النافلة” (2/ 5) .
والأقرب – والله أعلم – أنه حديث ضعيف لا يثبت ؛ فرواية الوليد بن مسلم عن زهير منكرة ، ورواية يحيى بن سليم ضعيفة ، ولا تتقوى الرواية الضعيفة بالمنكرة .

وعلى هذا القول : فلا يشرع للمسلم كلما تلا قوله تعالى : ( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) أن يقول : ( لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ، فَلَكَ الحَمْدُ ) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android