زوجها يؤذيها من سنوات طويلة وتريد الطلاق
السؤال: 231308
ما حكم العلاقة الزوجية التي دامت 25 سنة تحت شفرة السكين والسب والشتم ، وعنف عند كل رجوع للزوج من العمل ، وعلي الأكل ، وفي كل شيء ، وقهر الأولاد الذين أصبحوا موسوسين من أبيهم ، وكارهين له ولي ، لأني لم أفعل شيئا لحمايتهم ، لا لشيء إلا أنه قيل لي من ذلك الوقت : إن القاضي سيحكم لصالح زوجي ، وإلا فسوف أضطر لدفع له كل مصاريف العرس والغرامة ، وأنا يتيمة ، وبسببه فقدت عملي.
والآن أصبحت كارهة نفسي ، وحياتي .
كل ما أريده الآن : معرفة تكاليف طلب الطلاق ، إن كان ممكنا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نسأل الله تعالى أن يزيل كربك ، ويكشف غمك ، وأن يهدي زوجك ، ويصلح ذات بينكما.
الواجب في المعاشرة بين الزوجين أن تكون بالمعروف والبر ؛ لقول الله تعالى : (
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء/19 ، وقوله سبحانه : (
وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ
دَرَجَةٌ ) البقرة/228 .
ومن ثم فلا يجوز للزوج أن يهين زوجته ، أو يشتمها بألفاظ غير لائقة ، فإن هذا ليس
من المعروف بل من سوء العشرة ، كما أن ديننا جاء بتحريم السب والشتم والاعتداء
وإلحاق الأذى بالمسلم .
والذي ننصحك به هو الحوار
الهادئ مع زوجك ، ومعرفة سببب ما يفعله ، وتذكيره بالله ، وبحكم الشرع فيما يفعل ،
بالحكمة واللين ، وذكريه بأولادكما ، وأنهم قد تأثروا نفسيا بمعاملته ، وأن الطلاق
لن يصلح حالتهم النفسية ، بل قد تزداد سوءا .
فإن لم يستجب فحاولي توسيط
من له تأثير عليه من أقاربك أو أقاربه لينصحه ويذكره .
فإن لم يستجب فلك طلب الطلاق منه .
فإن رفض ، فلك أن تشتكيه عند القاضي ، وتذكري له ما يفعله زوجك معك من سوء العشرة ،
لعل القاضي يحكم لك فيطلقك ، وتأخذي كامل حقوقك .
وإذا حصل الطلاق بسبب سوء
عشرة الزوج فإن الزوجة تأخذ حقوقها كاملة ( كالمهر المقدم والمؤخر والنفقة في فترة
العدة والمتعة ) ولا تتكلف شيئا من المال ، لا مصاريف العرس ولا غيرها .
فإن لم يحكم القاضي بالطلاق
: فليس أمامك إلا الخلع ، ومعناه : أن تتنازلي عن بعض حقوقك ، أو تعطي زوجك شيئا من
المال من أجل أن يفارقك ، وهذا يكون بالاتفاق بين الزوجين .
وراجعي جواب السؤال رقم : (151776).
غير أننا ننصحك بالصبر
والتحمل ومحاولة إصلاح زوجك ، والبعد عن كل ما يغضبه ، فتجتنبي الأشياء التي تثير
عضبه ، وأكثري من الدعاء له بالهداية وحسن الخلق .
وكثيرا ما يكون صبر المرأة على تحمل أذى زوجها : خيرا لها من الطلاق ، وأخف عليها
مما قد تواجهه من مشاكل بعد الطلاق .
نسأل الله تعالى أن يصلح
بينكما ويلهمكم رشدكم .
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة
النشرة البريدية
اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب
- حول الموقعسياسة الخصوصيةإرسال الملاحظات
- جميع الحقوق محفوظة لموقع الإسلام سؤال وجواب 2024-1997 ©