0 / 0

زوجها يميل إلى زوجته الأولى ويهددها بالطلاق إن طالبته بالعدل بينهما

السؤال: 233628

لا يسمح لي زوجي بالذهاب إلى أي مناسبة إسلامية ، ويفضل أن يأخذ معه زوجته الأولى ، وكل ما أثرت هذه النقطة ، وأنه لا يعدل بيننا هددني بالطلاق ، إلى أن سئمت وطلبت منه الطلاق فعلاً، فقال : إنه ما زال يحبني ، إنه يقضي أوقات فراغه مع الزوجة الأولى ، ويجعلني أقوم بكافة أعمال المنزل ، ولا يراعي العدل بيننا، ويمنعني من إخبار أي أحد بما يحدث في البيت ، وأنا الآن منزعجة ومكتئبة ، فما نصيحتكم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
أوجب الله العدل في كل شيء ، ونهى عن الظلم في كل شيء ، ويتأكد ذلك في حق الأواصر التي تقوم عليها المجتمعات الإسلامية ، كالعدل بين الأولاد ، والعدل بين الزوجات ، وقد روى أبو داود (2133) وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ ) صححه الألباني في “صحيح الجامع” (6515) .
والعدل بين الزوجات واجب في المسكن والمأكل والملبس والمبيت ، بل وفي كل شيء ظاهر، يمكنه العدل فيه .
وعلى ذلك كان حال السلف :
فعن جابر بن زيد قال : ” كانت لي امرأتان وكنت أعدل بينهما حتى في القبل . ”
وعن مجاهد قال : ” كانوا يستحبون أن يعدلوا بين النساء ، حتى في الطيب يتطيب لهذه كما يتطيب لهذه ” .
وينظر جواب السؤال رقم : (127145) .
ثانيا :
أما نصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة ، فهي أن توازني بين حالك بعد طلاقك من زوجك ، وحالك الأولى ، وأنت معه ، وهو على هذه الحال .
فإن كنت تشعرين أن ميل زوجك إلى زوجته الأخرى ، وعدم العدل بينكما ، هو الذي ضغط على أعصابك ، وأصابك بتلك الشدة ، ورأيت أن بإمكانك أن تكملي مسيرتك بعيدا عنه ، إلى أن ييسر الله لك أمرا آخر ، أو يبدلك خيرا منه : فلا يظهر لنا أن ننصحك بالعودة إليه ، خاصة إذا لم يكن بينكما أطفال .
وأما إذا كان افتراقك عنه : هو الذي ضغط على أعصابك ، وشعرت بآلام الوحدة ، والبعد عن رجل تعيشين في كنفه ، وعانيت آلام العزوبة والتأيم ، بعد ما عشت تجربة الزواج : فهنا ننصحك أن تعودي إليه ، ولو مع التنازل عن بعض حقوقك ، لكن بعد أن تساوميه على أن يجتهد في العدل بينكما ، قدر ما يمكنك ، ولو ألا يميل عنك كل الميل ، وقديما قالت العرب : ” زوج من عُود ، خير من قعود ” .
ونحن نرجح لك الخيار الثاني ، ونشجعك عليه ، فإن فرص زواج المرأة المطلقة في أكثر المجتمعات : ليست جيدة .
ثم إذا قدر أنها أتيحت ، فيندر جدا أن تتزوجي رجلا غيره ، مخليا لك ، ليس له زوجة ، بل في الغالب سوف تكونين زوجة ثانية ، أو ثالثة ، أو زوجة لأيم له أولاد من غيرك .
الواقع أن الضغط الاجتماعي ، يجلعنا نقول : إن الفرص المثلى للزواج الذي تؤملين فيه ، ليست كثيرة .
فإذا أمكنك أن تتعايشي مع الصعوبات التي جربت أنت أن تعايشيها ، فنحن نشجعك على معاودة التجربة مرة أخرى .
فإن عجزت ، فعسى الله أن يجعل لك فرجا ومخرجا ، ويرزقك من حيث لا تحتسبين .
يسر الله لك أمرك ، وجمع عليك شملك .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android