0 / 0

نكاح المؤمنين أزواجهم في الجنة .

السؤال: 238487

ما تفسير الحديث التالي : ” روى الطبري عن أبي أمامة قال : ” سئل النبي صلى الله عليه وسلم يتناكح أهل الجنة؟ ، قال: ( نعم بذكر لا يمل وشهوة لا تنقطع ، دحماً دحماً) ، وفي رواية : لكن لا مني ولا منية ) ، وفي رواية : هل ينكح أهل الجنة؟ قال: (نعم ، ويأكلون ويشربون ) ” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

روى ابن حبان في “صحيحه” (7402) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : ” أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: ( نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، دَحْمًا دَحْمًا، فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَّرَةً بكرا ) ” .
وقال محققه الشيخ شعيب الأرناؤوط : ” إسناده حسن ” .
وصححه الألباني في “الصحيحة” (3351) .

وقوله : ” دحما دحما ” قال في لسان العرب (12/ 196):
” الدَّحْمُ : الدَّفْعُ الشَّدِيدُ ، والدَّحْمُ : النِّكَاحُ. ودَحَمَ المرأَة يَدْحَمُها دَحْماً: نَكَحَهَا “
وقال الأزهري في “التهذيب” (4/ 251):
” أَي يَدْحَمون دَحْماً، وَهُوَ شِدَّةُ الجِمَاع ” .
وهذا يدل على شدة الشهوة ، مع كمال اللذة ، وهذا من تمام النعيم .
وأما سائر ألفاظ الحديث التي ذُكرت في السؤال فهي ضعيفة لم تثبت .
روى الطبراني في “الكبير” (7479) ، وأبو نعيم في “صفة الجنة” (367) ، والبيهقي في “البعث والنشور” (367) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : ” أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، سُئِلَ أَيُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ: (دَحَامًا دَحَامًا، وَلَكِنْ لَا مَنِيَّ، وَلَا مَنِيَّةَ) ” .
وقال البيقي عقبه : ” تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ ” .
وضعفه بهذا اللفظ البوصيري في ” إتحاف الخيرة” (8/ 237) .

وقوله : ” لا مني ولا منية ” يعني لا مني ينزل منهم ، ولا يحصل لهم موت فيقطعهم عن نعيم الجنة ، قال ابن القيم رحمه الله : ” أي لا إنزال ولا موت ” .
انتهى من “حادي الأرواح” (ص 239) .

والمقصود : حصول كمال اللذة ، مع اندفاع الأذى والقذر عنهم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ) البقرة/ 25 :
” فيها إثبات الأزواج في الآخرة ، وأنه من كمال النعيم ؛ وعلى هذا يكون جماع ، ولكن بدون الأذى الذي يحصل بجماع نساء الدنيا؛ ولهذا ليس في الجنة مَنِيّ ، ولا مَنِيَّة ؛ والمنيّ الذي خلق في الدنيا إنما خُلق لبقاء النسل ؛ لأن هذا المنيّ مشتمل على المادة التي يتكون منها الجنين ، فيخرج بإذن الله تعالى ولداً ؛ لكن في الآخرة لا يحتاجون إلى ذلك ؛ لأنه لا حاجة لبقاء النسل؛ إذ إن الموجودين سوف يبقون أبد الآبدين لا يفنى منهم أحد ” انتهى من “تفسير القرآن” (3 /60) بترقيم الشاملة.

وروى الطبراني في “الكبير” (7541) ، وأبو نعيم في “صفة الجنة” (262) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: ” سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، هَلْ يَنْكِحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ: (نَعَمْ، وَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ) .
وفي إسناده سعيد بن يوسف ، ضعفه أحمد ، وابن معين ، والنسائي ، وغيرهم .
انظر: “التهذيب” (4/103) .
وورى الطبراني في “الكبير” أيضا (7674) ، وأبو نعيم في “صفة الجنة” (368) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : ” سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ، يَتَنَاكَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ ، فَقَالَ: (نَعَمْ، بِذَكَرٍ لَا يَمَلُّ ، وَشَهْوَةٍ لَا تَنْقَطِعُ دَحْمًا دَحْمًا) .
وفي إسناده سليمان بن سلمة الخبائري ، وهو متروك ، وقال ابن الجنيد: كان يكذب. “ميزان الاعتدال” (2/ 209) .

وروى البزار (9416) نحوه عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وفيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ، وهو ضعيف .
قال البوصيري في ” إتحاف الخيرة” (8/ 236):
” مداره على الأفريقي وهو ضعيف ” .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android