0 / 0

هل يعذب الكفار في جهنم ببرد شديد يسمى الزمهرير؟

السؤال: 242814

ما صحة كلمة زمهرير الواردة في هذا الدعاء ،: “لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم ، اللهم أجرني من زمهرير جهنم ” ، وهل يوجد حقاً في جهنم برد اسمه الزمهرير ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
روى البخاري (3260) ، ومسلم (617) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ؛ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ).
قال النووي رحمه الله :
” قَالَ الْعُلَمَاءُ: الزَّمْهَرِيرُ : شِدَّةُ الْبَرْدِ .
وَالْحَرُورُ : شِدَّةُ الْحَرِّ ” انتهى من ” شرح النووي على مسلم “(5/ 120) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” الْمُرَادُ بِالزَّمْهَرِيرِ شِدَّةُ الْبَرْدِ .
وَاسْتُشْكِلَ وُجُودُهُ فِي النَّارِ ؟!
وَلَا إِشْكَالَ ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّارِ : مَحِلُّهَا، وَفِيهَا طَبَقَةٌ زَمْهَرِيرِيَّةٌ ” انتهى من ” فتح الباري ” (2/ 19) .
فالزمهرير لون من ألوان العذاب ، يعذب به الكافرون ، كما يعذبون بالنار .
قال الله تعالى : (هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ) سورة ص/ 55 – 58 .
قال ابن كثير رحمه الله :
” قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي قَوْلِهِ: (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ): أَلْوَانٌ مِنَ الْعَذَابِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَالزَّمْهَرِيرِ وَالسَّمُومِ وَشُرْبِ الْحَمِيمِ وَأَكْلِ الزَّقُّومِ وَالصُّعُودِ والهوي ّ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْيَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ وَالْمُتَضَادَّةِ ، وَالْجَمِيعُ مِمَّا يُعَذَّبُونَ بِهِ ، وَيُهَانُونَ بِسَبَبِهِ “.
انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (7/ 79) .

ثانيا :
روى ابن السني في “عمل اليوم والليلة” (306)، وغيره ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَوْ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَ بِي مِنْ حَرِّكِ ، فَاشْهَدِي أَنِّي أَجَرْتُهُ.
وَإِنْ كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَدِ اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ ) .
قَالُوا: مَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ ؟ ، قَالَ: ( بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ، فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ) .
فهذا حديث ضعيف ، كما بيناه في جواب السؤال رقم : (176358) .
ولكن لو دعا المسلم بهذا الدعاء أحيانا ، دون أن يعتقد نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أو استعاذ بالله من زمهرير جهنم ، ونحو ذلك : فلا حرج عليه .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android