تنزيل
0 / 0
7,73825/05/2016

طالبة تسأل عن إكمال الدراسة للطب البيطري في جامعة مختلطة .

السؤال: 243544

أنا طالبة بكلية الطب البيطري ، وهي كلية مختلطة ، ولا يوجد كلية أخري تدرس هذا المجال بدون اختلاط ، ولا أستطيع التحويل أيضا، علما بأن الكلية خارج الجامعة في مكان بعيد ، ونسبة الفتيات في كليتنا أكثر منها من الشباب ، فهل تعلم الطب البيطري من العلم النافع ؟ وهل نأثم علي الدراسة فيها علما بأني منتقبة وـ لله الحمد ـ والتزم بالضوابط الشرعية ؟ ولدي صديقة منتقبة أيضا أرادت التوقف عن الدراسة بعد أن رأت فتاوي بحرمة الاختلاط ، علما أن المتبقي لدينا سنة ونصف علي انتهاء الدراسة في الكلية ، وهي وتريد أن تتفرغ لدراسة العلم الشرعي ، وتقول : بإن هذا العلم بما ندرسه ليس بنافع لنا ، وحدث لها ضغط من أهلها كثيرا ويقومون بتهديدها بأنها إن لم تكمل دراستها فسوف يقومون بتسليمها إلي أمن الدولة ، فهل يجب عليها طاعة والديها في اكمال الدراسة المختلطة ؟ وهل رغبتها في ترك الدراسة المختلطة صحيحة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

دراسة الطب البيطري من العلم النافع ، وله منافع كثيرة منها : المشاركة في الرقابة على غذاء الإنسان من الحيوانات وعلاجها حفاظاً على سلامة غذاء الإنسان ، ولئلا تنتقل أمراض الحيوانات إلى الإنسان ، وللحفاظ على الحيوانات النافعة سليمة خالية من الأمراض حتى يمكن للإنسان أن ينتفع بها …. وغير ذلك من المنافع ، وفي ذلك بحوث طبية كثيرة يمكن الاستفادة منها في تقرير هذا ، للفائدة ينظر جواب سؤال رقم : (199221) .
وأما عن الدراسة المختلطة فالأصل أنها محرمة ، إلا أنه مع عموم البلوى وانتشار الاختلاط في معظم مرافق الحياة فإنه يرخص بالدراسة فيها بضوابط ، منها :
أولاً : أن يسعى الإنسان بادئ الأمر للبحث عن مكان لا اختلاط فيه قدر استطاعته .
ثانياً : أن يلتزم بالأحكام الشرعية من لباس شرعي وغض البصر ، وعدم التبسط في الكلام والمحادثة ، فوق حاجة العمل أو الدراسة .
ثالثاً : إذا لاحظ الإنسان أن نفسه تنزلق إلى الحرام ، فسلامة دينه مقدمة على كل المصالح الأخرى ، فلا بد من مفارقة المكان حينئذ ، ويغنيه الله عز وجل من فضله .
ينظر جواب سؤال رقم : (127946) .

والذي ننصحك به أنت وصديقتك هو الحرص على إكمال الدراسة والانتهاء منها ، وأن تكون إحداكما عونا للأخرى على طاعة الله وتذكيرها إذا نسيت أو أخطأت ، وأن تقللا الاختلاط بقدر الإمكان ، ولا داعي لإحداث مشاكل مع الوالدين بسبب هذه الدراسة ، فإن ذلك سيؤثر ويفسد العلاقة بين صاحبتك وأبويها ، من غير مصلحة مرجوة من هذا .
فصبرها على إنهاء الكلية ، بعد هذا الشوط الذي قطعتماه : أولى ، وأحسن عاقبة من تلك المشاكل مع أسرتها .
والقاعدة الشرعية : أنه يغتفر في الاستدامة ، ما لا يغتفر في الابتداء ؛ بمعنى أنكما ما دمتما قد شرعتما في هذه الدارسة فعلا ، بل قطعتما فيها شوطا كبيرا ، حتى أصبح المتبقي منها ، أقل مما فات : فهنا يقوى جانب الإكمال ، مع الالتزام بما سبق ذكره من الآداب الشرعية ؛ وأما لو كان السؤال قبل البدء في الدراسة ، فربما كان يترجح جانب الترك ، والبحث عن بديل ملائم للدراسة ، ما أمكن .

وعلى كل حال : فيمكنكما ، بعد الانتهاء من الكلية : أن تدرسا العلم الشرعي ، بل يمكنكما الآن أن تدرسا ما تحتاجان إليه ، ثم بعد ذلك يكون التفرغ والإقبال أكثر على العلم الشرعي .
نسأل الله تعالى لكما التوفيق والثبات .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android