0 / 0

أخفى عنها عيب المرض والعقم ثم طلقها

السؤال: 243617

أنا معلمة قرآن كريم ، خطبت وفق أصول الشريعة الإسلامية ، والتقاليد المعمول بها لزوج يكبرني ب 16 سنة ، وصف لي بالتقوى ، والصلاح ، وحفظ القرآن الكريم ، والعائلة المتدينة ؟، والمكانة الاجتماعية ، والمادية الجيدة ، فتم القبول ، وتحديد موعد العقد الشرعي ؛ ليصلني خبر أنه يخفي عني إصابته بمرض ما ، فتوجهت لأتبين الأمر مع والدتي عند أخيه وزوجته وأخته فأكد لنا الجميع أن الأمر لا يتعدى إصابته منذ سنوات بصدمة نفسية تعافى بعدها تماما بتناوله دواء ضد الاكتئاب ، فصدقنا كلامهم ، وأحسنا بهم الظن ، وتم العقد والبناء ، ودخلت بيت العائلة ، وكانت عشرتنا أنا وزوجي طيبة ، وأحسن بشدة له ولأمه التي تسكن معنا ، وإلى أخواته وإخوانه إذا ما زارونا ، لكني صدمت بواقع مر صبرت عليه طوال سنتين ، اكتشفت أن حالة زوجي غير عادية ؛ فهو كثير النوم ، ضعيف جنسيا ، لا يصلي الجماعة في المسجد ، ولا يقوم لصلاة الفجر، ولا يستطيع العمل بشكل عادي ، كانت أمه من تسير كل أموره حتى ماله ، و تعامله كمعاق ، وفرضت علينا سكن ابن أختها معنا ، وهو شاب أعزب ، وهي شديدة البخل لا تنفق علينا، صبرت على كل شيء إلى أن وقع ما لم يكن في الحسبان فقد اكتشفت أنه عقيم بالتحاليل ، ثم دخل في نوبة هلاوس وجنون ، لاكتشف عند طبيب الأمراض العقلية أنه لم يكن يعالج الاكتئاب بل مرض فصال العقل البرانوي ، ويتناول دواء للعلاج ، فتوقف عن العمل و صبرت عليه ، وساندته في أزمته حين تخلت عنه العائلة ، وحملوني كل المسؤولية ، وانتقلت معه إلى بيتهم الآخر الجديد حين طلب مني ذلك ؛ حتى يتعافى نفسيا ، وبعد ثلاث أشهر من حسن العشرة والشفاء هجرني دون أي انذار ، وتركني ليلا في الشارع بتحريض أهله ، وأرسل لي بعد عشرين يوما عريضة طلاق فيها تهم باطلة خطيرة ، أريد رأي الشرع بالتفصيل لكل أمر .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اختلف الفقهاء في العيوب التي تبيح فسخ النكاح ، والراجح أن ” كل عيب ينفر الزوج الآخر منه ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة يوجب الخيار” .
انتهى من “زاد المعاد” (5/ 166).
ومن ذلك : العقم ، فمتى علمت المرأة أن زوجها عقيم ، كان لها الفسخ ، كما سبق في جواب السؤال رقم : (126269) وذلك بشرط ألا ترضى بالعيب ، فإن رضيت به سقط حقها في الفسخ .
ومن ذلك كل مرض يؤدي للنفور أو يخل بالاستمتاع أو يمنعه .
وخداع الأهل أو الزوج للزوجة وإخفاء العيب عنها، غش محرم ، لكن لا يترتب عليه تعويض، وليس للزوجة إلا حق الفسخ عند علمها بالعيب .
ويترتب على الفسخ بعد الدخول: استحقاق الزوجة للمهر كاملا.
وإذا كان الزوج قد طلقك ، فإنك تستحقين حقوق المطلقة ، ومنها كامل المهر، فلا يظهر الآن مزية للفسخ .
ولاشك أن ما أصابك جور وظلم ، وهو من جملة المصائب التي يصاب بها المسلم في الدنيا فتكفر عنه ذنوبه ، ولعلك تنالين بإحسانك وصبرك أجرا عظيما بإذن الله، والإنسان لا يدري أين يكون الخير (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) البقرة/216 .
نسأل الله أن يجبر مصابك، وأن يعوضك خيرا.
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android