0 / 0

أنجع علاج للوسواس القهري في أمور الطهارة وغيرها

السؤال: 243836

شككت في خروج المني ، وعندما أردت التأكد وجدت لونه أصفر ، وكان يابسا ، على عكس المذي ، فالمذي يكون لزج ، ولكن من خصائص المني الإحساس به وقت خروجه ، والإحساس بالفتور بعد خروجه ، وأنا لم أشعر بهذه الأشياء ، وبالنسبة للرائحة أعلم أنها مثل رائحة طلع النخل ، ولكن أنا لا أعرف رائحة طلع النخل ، وأعلم أن رائحته عندما يجف تكون مثل رائحة البيض ، وأنا عندما أردت التأكد وجدت له رائحة ، ولكن لم تكن مثل رائحة البيض. وأيضا عندما استيقظ أجد بللا مع أني لا أحتلم. فهل يجوز الاغتسال من المني في هذه الحالة أعني حالة الشك ؟ أنا أريد الاغتسال احتياطا فهل يجوز ؟ وهل يصح جمع الاغتسال من المني مع الاغتسال من الحيض مع اغتسال الدخول في الإسلام ؟ أنا أعلم أنه كان يجب علىَّ الاغتسال من المني قبل الحيض ، ولكن كلما أردت الاغتسال للدخول في الإسلام أشك في صحة الغسل، فلم أغتسل من المني .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من الواضح جدا أيتها السائلة أنك تعانين من وسواس يتعلق بأمور الطهارة ، لأنك تسألين عن اغتسالك للدخول في الإسلام ، مع أنك مسلمة والحمد لله ، والوسواس داء عضال ، نسأل الله تعالى أن يعافيك منه .
وقد سئل العلامة ابن حجر الهيتمي : " عن داء الوسوسة هل له دواء؟ (فأجاب) بقوله: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية .
وإن كان في النفس من التردد ما كان – فإنه متى لم يلتفت لذلك : لم يثبت ، بل يذهب بعد زمن قليل ، كما جرب ذلك الموفقون ، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها : فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين ، بل وأقبح منهم ، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها ، وأصغوا إليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه – صلى الله عليه وسلم – بقوله: اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان أي: لما فيه من شدة اللهو والمبالغة فيه ، وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله ولينته.
فتأمل هذا الدواء النافع الذي علمه من لا ينطق عن الهوى لأمته ، واعلم أن من حرمه فقد حرم الخير كله ؛ لأن الوسوسة من الشيطان اتفاقا ، واللعين لا غاية لمراده إلا إيقاع المؤمن في وهدة الضلال والحيرة ، ونكد العيش ، وظلمة النفس وضجرها ، إلى أن يخرجه من الإسلام ، وهو لا يشعر أن: الشيطان لكم عدو ؛ فاتخذوه عدوا" انتهى من " الفتاوى الفقهية الكبرى " (1 / 149)

واعلمي ـ يا أمة الله ـ أن الوسواس القهري مرض ، كسائر الأمراض ، وله علاجه الدوائي المعروف ، وعلاجه السلوكي المفيد كذلك ، ونحن نرى أن الجمع بين النوعين أنفع للمريض ، وأرجى لشفائه منه ، فلو عرضت نفسك على طبيب مختص في الأمراض النفسية ، لكان ذلك نافعا لك ، بإذن الله .
وقد سبق أن بينا أن الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد عنه ، فليراجع ذلك في الفتوى رقم : (20159) .
وأما شكك في اليقظة في خروج المني فهذا لا يترتب عليه وجوب الغسل ؛ لأن الشك لا يترتب عليه شيء .
وأما من استيقظ من نومه فوجد بللا في ثوبه فلا يخلو حاله من ثلاثة أحوال سبق بيانها في الفتوى رقم : (22705).

ولا نرى لك الغسل في هذه الحالة بدعوى الاحتياط ؛ لأن الأخذ بالاحتياط إنما يكون لغير الموسوس ، أما الموسوس فلو أخذ بالاحتياط ، لأدى ذلك به إلى زيادة الوسوسة والعمل بها ، ووقع في حرج عظيم من أمره ، بل ربما أداه ذلك إلى فساد أمره كله ، كما هو مشاهد معروف من حال الموسوسين ، نسأل الله العافية .

وأما الجمع بين نية غسل الجنابة ، وغسل الطهارة من الحيض : فجائز ، قال ابن قدامة في " المغني " (1 / 162) : " إذا اجتمع شيئان يوجبان الغسل ، كالحيض والجنابة ، أو التقاء الختانين والإنزال ، ونواهما بطهارته : أجزأه عنهما. قاله أكثر أهل العلم ؛ منهم عطاء وأبو الزناد وربيعة ومالك والشافعي وإسحاق ، وأصحاب الرأي" انتهى.

وأما غسل الدخول في الإسلام فلا يشرع لك أصلا ؛ لأنك – بفضل الله تعالى – مسلمة لم تفارقي دين الإسلام ، ولكن الشيطان قد وسوس لك ليلحق بك العنت والمشقة وليبغض إليك الدين ، فأعرضي رحمك الله عن هذه الوساوس فعاقبتها وخيمة.

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android