تنزيل
0 / 0

يمكن أن تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات في المنام .

السؤال: 245043

سمعت أن من رأى شخصاً في المنام فمعناه أن روحه قابلت روح ذلك الشخص ، فهل هذا صحيح ؟ وإذا كان كذلك فكيف يمكن أن تقابل روحي روح شخص ليس نائماً ، على افتراض أن من رأيته ليس نائماً في تلك اللحظة ؟ وماذا بالنسبة لأرواح الموتى ، هل فعلاً تقابل روحي روح الميت الذي رأيته في المنام ؟ وهل هناك دلالة معينة لرؤية الموتى في المنام ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:
ذهب غير واحد من أهل العلم إلى أن أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي في المنام ،
ثم يمسك الله أرواح الأموات ، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها .
قال ابن القيم رحمه الله :
” هل تتلاقي أرواح الأحياء وأرواح الأموات أم لا ؟ شواهد هذه المسألة وأدلتها أكثر
من أن يحصيها إلا الله تعالى ، والحس والواقع من أعدل الشهود بها، فتلتقي أرواح
الأحياء والأموات كما تلتقي أرواح الأحياء ” انتهى من “الروح” (ص 20) .
وسبق بيان هذه المسألة في جواب السؤال رقم : (127896)
.
ثانيا :
أرواح الأحياء تتلاقى في النوم ، فيمكن أن ينام الحي فتلقى روحه روح حي مثله نائم .
وكذلك يمكن أن تتلاقى أرواح الأحياء في اليقظة ، فتلقى روح المؤمن روح المؤمن ،
وتتعارفان ، وتتوادان ، وتتآلفان ، فروى مسلم (2638) عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ
عَنْه ، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال: ( الأَرْوَاحُ جُنُودٌ
مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ).
وروى أحمد (6636) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ
تَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ ، مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطُّ ) .
وصححه الشيخ أحمد شاكر ، وقال محققو المسند : حديث حسن .
وروى ابن عبد البر في ” التمهيد ” (17/ 437) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ :
” الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تَتَلَاقَى فِي الْهَوَاءِ فَتَتَشَامَّ كَمَا
تَتَشَامُّ الْخَيْلُ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا
اخْتَلَفَ “.
وحقيقة مقابلة الروح الروح لا يعلمها إلا الله ، والعلم في باب الروح قليل ، قال
تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا
أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) الإسراء/ 85
وينبغي على المسلم الانشغال بما هو أنفع له في أمر دينه عن هذه المسائل التي تخص
الروح وغيرها مما لم يؤت الإنسان فيها من العلم إلا القليل .
وينبغي أن يعلم أن الرؤى والأحلام لا ينبني عليها شيء من الأحكام ، فقد تكون الرؤيا
صادقة ، وقد تكون من تلاعب الشيطان بابن آدم ، وقد تكون بسبب حديث النفس ، فيموت
للمسلم قريب فينشغل به فيراه في نومه .
وعلى المسلم أن يتقي الله في صحوه ، ولا يبالي بما يراه في منامه ، وقد قال هشام بن
حسان: ” كان ابن سيرين يسأل عن مائة رؤيا، فلا يجيب فيها بشيء إلا أنه يقول: اتق
الله وأحسن في اليقظة ، فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم ، وكان يجيب في خلال ذلك،
ويقول: إنما أجيب بالظن ، والظن يخطئ ويصيب ” انتهى من “بهجة المجالس” (ص 203) .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android