تنزيل
0 / 0

هل يصح ذكر اسم الله الأعظم في هذا الحديث؟

السؤال: 247469

أنا باحثة شرعية متخصصة في أمور العقيدة ، أصنف حاليا بحثا حول اسم الله الأعظم ، وقد وجدت حديثا يصرح به ، ولكننى لم أجد هذا الحديث يحتج به أحد ممن ناقش ماهية الاسم الأعظم إلا في بحث وحيد فقط ، وأما باقى الأبحاث فلم تنوه إليه أصلا ، كما أنى حاولت البحث عنه في مواقع تحقيق الأحاديث فلم أجده ، لذلك أرجو منكم تحقيق الحديث ، وذكر سبب عدم تواجده في أي موقع أحاديث ، وسبب عدم ذكره في جل الأبحاث التى تناولت اسم الله الأعظم ، والحديث أَخْرَجَه التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ ، وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَرْفُوعًا ( أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْت أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إلَهَ إلَّا اللَّه، ُ وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ) .. يراجع كتاب ” سبل السلام ” (2/704) .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

روى الترمذي (3383) وحسنه، وابن ماجة (3800) ، وابن حبان (846) ، والحاكم (1834) ، والنسائي في “السنن الكبرى” (10599) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ   .
وحسنه الألباني في ” صحيح الترمذي “.
وروى الترمذي (3585) عن ابن عمرو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:   خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ   وحسنه الألباني في “صحيح الترمذي”.
وروى الإمام مالك في “الموطأ “(726) ، والبيهقي في “السنن” (8391) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِاللهِ بْنِ كَرِيزٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:  أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ  .
وقال ابن عبد البر رحمه الله :
” جَاءَ مُسْنَدًا مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ “.
انتهى من “التمهيد” (6/ 39) .
وحسنه الألباني في “صحيح الجامع” (1102) .
وقال الصنعاني رحمه الله في “سبل السلام” (2/ 704):
” أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَرْفُوعًا :  أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَفْضَلُ مَا قُلْت أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ  ، وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ” انتهى .
فجمع رحمه الله بين حديث جابر : أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ   وبين حديث ابن عمرو :   أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ  .
ثم قال : ” وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ” .

فالقول بأن كلمة التوحيد هي اسم الله الأعظم ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من كلام الصنعاني رحمه الله ، ولعله لما رأى أن كلمة التوحيد هي أفضل الذكر ، وهي أفضل ما قال الأنبياء عليهم السلام ، اختار أن تكون هي اسم الله الأعظم .
وربما وقع في بعض طبعات الكتاب، أو في النسخة الالكترونية منه، جَعْل الكلام كله بين قوسين ، فظنت الأخت الباحثة أن الكلام كله حديث مرفوع ، وليس الأمر كذلك .
ويتضح الأمر أكثر إذا علمنا أن هذا الكلام ليس للصنعاني أيضا ، وإنما هو نقله من الكتاب الذي اختصره
” وقد جاء فى الحديث هنا أيضًا : أفضل الذكر التهليل ، وأنه أفضل ما قاله – عليه السلام – والنبيون من قبله . وقد قيل : إنه اسم الله الاَعظم ، وهى كلمة الإخلاص ” انتهى من “إكمال المعلم” للقاضي عياض (8/192) .
ثم نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله في “فتح الباري” (114/207) ، وزاد بعده تخريج حديث “أفضل الذكر..” .
ثم نقله ، مع بعض تغيير في العبارة ، ودمج التخريج : المغربي ، في “البدر التمام” (10/427):
” ويدل على أفضلية التهليل الحديث مرفوعًا: “أفضل الذكر لا إله إلا الله”. أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث جابر. و”أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله” . وهو كلمة التوحيد والإخلاص، وهو اسم الله الأعظم .. ” اهـ
وهي العبارة التي أخذها الصنعاني في كتابه “سبل السلام” ، الذي هو مختصر لكتاب ” البدر التمام” .
فتحصل من ذلك كله : إن وصف “لا إله إلا الله ” بـ”اسم الله الأعظم” ليس في الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو قول “قيل” ، على حد تعبير القاضي عياض رحمه الله ، وسرى منه إلى غيره ، على نحو ما ذكرناه .

وقد أوردنا ما جاء في ” اسم الله الأعظم ” في النصوص النبوية، وأقوال بعض أهل العلم ، وبينّا الراجح من أقوالهم في جواب السؤال رقم : (146569) .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android