0 / 0

هل الأحاديث الواردة في فضل اليمن يدخل فيها أهل إقليم حضرموت في اليمن ؟

السؤال: 259667

يقول الرسول صلى عليه وسلم : (أتاكم أهل اليمن ……) ، هل أهل حضرموت يشملهم هذا الحديث ، والأحاديث الأخرى في فضائل أهل اليمن، حيث يقال : إن حضرموت كانت كيانا منفصلا عن اليمن تماما ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

حضرموت إقليم من أقاليم اليمن من الناحية الجغرافية ، وهذا أمر متقرر لدى العرب من قديم .

قال ياقوت الحموي رحمه الله :

” قال الأصمعي: اليمن وما اشتمل عليه حدودها بين عمان إلى نجران ، ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشحر حتى يجتاز عمان ، فينقطع من بينونة ، وبينونة بين عمان والبحرين ، وليست بينونة من اليمن .

وقيل: حد اليمن من وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود واليمن تجمع ذلك كله ” انتهى من

“معجم البلدان” (5/447) .

ونقل ابن عبد البر في “الاستيعاب” (3/1403) عن ابن إسحاق قوله :

” وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالدُ بنُ سعيد على صنعاء، والمهاجرُ بن أبي أمية على كندةَ، وزيادُ بن لبيد على حضرموت، ومعاذُ بن جبل على الجند، وأبو موسى الأشعري على زَبيد، وزمعةَ، وعدن، والساحل ” انتهى .

وقال الزبير بن بكار رحمه الله : ” حضرموت آخر اليمن ” انتهى من “الفتح” (6/171) .

وقال الشيخ عبد القادر العيدروس : ” حضرموت بلد باليمن ” انتهى من “النور السافر” (1/62).

وقد وقفنا على عدد من كتب البلدان ومعالمها والسيرة والتاريخ وشروح الأحاديث وغيرها تنص على أن حضرموت إقليم يمني ، أقصى اليمن ، وذلك كثير جدا .

ينظر “مطالع الأنوار على صحاح الآثار” (2/387) ، “الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري” للكرماني (14/175) ، و”مصابيح الجامع” لابن الدماميني (1/285) ، “فتح الباري” لابن حجر (1/106) ، “عمدة القاري” للعيني ، و”شرح القسطلاني” (6/60) .     

ثانيا :

أما الأحاديث الواردة في فضائل اليمن ، فهي أحاديث كثيرة .

ولكن هل تدخل جميع أقاليم اليمن في الأحاديث الواردة في فضل أهل اليمن ، أم هي مخصوصة بمن وردت فيهم كالأشعريين ؟

الجواب : هناك نوعان من الأحاديث :

أما الأحاديث العامة ، كقول النبي صلى الله عليه وسلم : (اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا) ، فهي لـ”جهة اليمن” كلها، وهذا أمر واضح .

وأما الأحاديث الواردة في سبب خاص كحديث “أتاكم أهل اليمن …” ، فمن أهل العلم من قال هي مختصة بأقوام من أهل اليمن قيلت فيهم ، ومنهم من خصها بأهل ذلك العصر ، ومن أهل العلم من قال بعموم اللفظ .

وسبق ذكر شيء من ذلك في جواب السؤال رقم (175077) ورقم (212956) فليراجع .

وأيا ما كان توجيه الحديث فإن توارد الأحاديث في فضائل أهل اليمن، يدل على مزية وفضل خاص لأهل اليمن من إقليم حضرموت وبقية الأقاليم ، يشرف به جميع المؤمنين المنتسبين إلى هذا القطر، ويغبطهم عليه أهل البلاد الأخرى، وحسبهم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالبركة .

وقد قال ابن حجر بعدما ذكر بعض الأقوال التي تُضيّق مفهوم (أهل اليمن) الوارد في الحديث :

” وَلَا مَانِعَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ (الْإِيمَانُ يَمَانٍ) مَا هُوَ أَعَمُّ مِمَّا ذَكَرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَمَا ذكره ابن الصَّلَاحِ .

وَحَاصِلُهُ : أَنَّ قَوْلَهُ (يَمَانٍ) : يَشْمَلُ مَنْ يُنْسَبُ إِلَى الْيَمَنِ بِالسُّكْنَى وَبِالْقَبِيلَةِ ، لَكِنْ كَوْنُ الْمُرَادِ بِهِ مَنْ يُنْسَبُ بِالسُّكْنَى أَظْهَرُ ، بَلْ هُوَ الْمُشَاهَدُ فِي كُلِّ عَصْرٍ مِنْ أَحْوَالِ سُكَّانِ جِهَةِ الْيَمَنِ ، وَجِهَةِ الشِّمَالِ؛ فَغَالِبُ مَنْ يُوجَدُ مِنْ جِهَةِ الْيَمَنِ رِقَاقُ الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ” انتهى من “فتح الباري” (8/99).

 والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android