0 / 0

هل ثبت دعاء أن سليمان أخذ عهداً على الجن أن من قاله لا تؤذيه الجن ؟

السؤال: 263863

رجل يقوم بالرقية الشرعية على الناس المتلبسين بالجن ، أخبر ابن عمي والذي كان متلبس بالجن بأن هناك دعاء منذ عهد النبي سليمان عليه السلام ، وقد قام الجن في عهده بقطع عهد بأن لا يؤذوا أي أحدٍ يقوم بقول ذلك الدعاء ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لنا بقول الدعاء ، لكنه لم يكشف لنا معنى كلمات الدعاء ، أود معرفة صحة ذلك ، إن كان صحيحاً ، فأرجو إخباري بالدعاء .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لم نستطع الجزم بالدعاء الذي يقصده السائل ، إلا أنه يغلب على الظن أن المقصود بذلك هو قول القائل :” يا معشر الجن أناشدكم بالعهد الذي أخذه عليكم سليمان بن داود إن لا تظهروا لنا ولا تؤذونا “

وهذا القول مشهور عند كثير من الناس أنه يقال في مثل هذه المواضع .

وقد ورد فيه حديث ضعيف لا يصح .

أخرجه أبو داود في “سننه” (5260) ، والترمذي في “سننه” (1485) ، والنسائي في “عمل اليوم والليلة” (968) ، وابن أبي شيبة في “مصنفه” (19914) ، والطبراني في “المعجم الكبير” (7/79) ، والبيهقي في “الآداب” (364) ، جميعا من طريق ابْن أَبِي لَيْلَى ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِيهِ : ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سُئِلَ عَنْ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ ، فَقَالَ:( إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئًا فِي مَسَاكِنِكُمْ ، فَقُولُوا: أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ نُوحٌ ، أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ سُلَيْمَانُ ، أَنْ لَا تُؤْذُونَا !!

فَإِنْ عُدْنَ ، فَاقْتُلُوهُنَّ) ” .

وإسناده ضعيف ، فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، سيء الحفظ ، قال الإمام أحمد :” كان سيء الحفظ ، مضطرب الحديث ، وكان فقه ابن ابى ليلى أحب الينا من حديثه ، حديثه فيه اضطراب ، وقال ابن معين : ليس بذاك “. انتهى من “الجرح والتعديل” (7/323) ، وقال ابن حبان في “المجروحين” (2/244) :” كَانَ رَدِيء الْحِفْظ كثير الْوَهم فَاحش الْخَطَأ ، يروي الشَّيْء على التَّوَهُّم ، وَيحدث على الحسبان ، فَكثر الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته ، فَاسْتحقَّ التّرْك ؛ تَركه أَحْمد بن حنبل وَيحيى بن معِين “. انتهى

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في “السلسلة الضعيفة” (1508) .

ويغني عن ذلك : ما ثبت في الأحاديث الصحيحة من الأذكار التي من قالها حفظه الله من شر كل ذي شر ، ومن ذلك :

أن يقول المسلم إذا ذهب إلى أي مكان ” أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ “.

والحديث الوارد في ذلك رواه مسلم في “صحيحه” (2708) ، من حديث خَوْلَةَ بِنْت حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ ، قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ).

ومنها : أن يقول المسلم صباحا ومساءا :” بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ “.

والحديث أخرجه الترمذي في “سننه” (3388) ، من حديث عُثْمَانَ بْن عَفَّان ، قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ).

والحديث صحيح ، صححه الشيخ الألباني في “صحيح الترمذي” (2698) .

ومنها : قراءة سورة الإخلاص ، والمعوذتين ، ثلاث مرات ، في الصباح والمساء .

والحديث الوارد في أخرجه أبو داود في “سننه” (5082) من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ ، قال: ” خَرَجْنَا فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي لَنَا، قَالَ: فَأَدْرَكْتُهُ، فَقَالَ:(قُلْ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، قَالَ: قُلْ، فَقُلْتُ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ؛ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ” .

والحديث حسن ، حسنه الشيخ الألباني في “صحيح الترمذي” (2829) .

ومنها : قراءة آية الكرسي قبل النوم .

والحديث الوارد في ذلك أخرجه البخاري في “صحيحه” (2311) ، وهو حديث أبي هريرة المشهور ، وفيه تكليمه الشيطان ، والشاهد فيه :( إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ:( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ) البقرة/255 ، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ) .

وينبغي للمسلم عندما يقول هذه الأذكار أن يتوكل على الله عز وجل ، فإنه من توكل عليه كفاه ، وهو الحفيظ العليم . 
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الاسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android