أريد رأي حضراتكم في هذه المسالة لأنها محل خلاف بيني وبين أحد الإخوة فقد عمل مسابقة على الفيس بوك للترويج لمطعم والجائزة وجبات من نفس المطعم وشرط الحصول على الجائزة التعليق بذكر الله ويفوز أصحاب أكثر تعليقات وأنا اعترضت على هذا لأن من يعلق بذكر الله لن يكون غرضه ذكر الله والتقرب إلى الله بل الفوز بوجبة طعام وأرى أنه لا يجوز استخدام اسم الله عز وجل في مثل هذه الأمور ولكنه لم يقتنع بكلامي وأتى بكلام يقول إنه على لسان شيوخ يعرفهم ويجيز مثل هذه المسابقة وأتمنى أن أجد منكم إجابة على هذا الموضوع ؛ لأن مثل هذه المواضيع انتشرت بكثره حتى أستطيع الرد عليهم بفتوى سواء بالإجازة أو عدم الإجازة وجزاكم الله خيرا
حكم عمل مسابقة على الفيس بوك للترويج لمطعم والفائز من يحصل على أكثر التعليقات
السؤال: 267553
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا شك أن ذكر الله تعالى من أجل القربات ، وأعظم الطاعات ، وأيسرها كلفة للعبد ، وأرجاها له عند الله جل جلاله .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ رواه الترمذي (3375) وحسنه ، وصححه الألباني .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ . قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ رواه مسلم في صحيحه (2676) .
وينظر جواب السؤال رقم (253005) ورقم (224618) .
ولا شك أن ذكر الله ، وهو بهذه المنزلة من الدين : أجل من أن يكون عرضة للامتهان ، تؤكل به “وجبات” المطاعم ، أو يجعل سبيلا للدعاية إلى أمر من أمر الدنيا كله ، وإن جل وعظم خطره عند أهل الدنيا ؛ فكيف إذا كان أمرا تافها كالدعاية إلى مطعم ، أو أكل وجبة فيه ، أو أخذ جعل جعله أصحابه للدعاية والترويج لمطعمهم .
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، قَالَ: ” اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَابْتَغُوا بِهِ اللهَ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يُقِيمُونَهُ إِقَامَةَ الْقِدْحِ، يَتَعَجَّلُونَهُ، وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ ” رواه أحمد (14855) ، وصححه الألباني .
قال العلامة المباركفوري رحمه الله : ” أي يطلبون بقراءته العاجلة أي عرض الدنيا والرفعة فيها ولا يلتفتون إلى الأجر في الدار الآخرة وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه أخبار عن غيب قبل مجيئه” انتهى، من “مرعاة المفاتيح” (7/291) .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (224589) ورقم (228454) ورقم (156560).
وعليه ، فالواجب الكف عن ذلك، وتعظيم ذكر الله أن يكون وسيلة للدعاية والإعلان ، أو المكاسب الدنيوية .
ويمكن الترويج للمطعم بوسيلة أخرى من وسائل الدعاية المباحة ، بعيدا عن ذلك .
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة