إذا أقدمت على مجرد لمس والدة الفتاة التي سأتزوج بها بشهوة ( يداي لمست يديها أو العكس ، وأدى ذلك لانتصاب ذكري)، فهل يُحرِّم ذلك الفعل نكاحي من ابنتها ؟
أنا بحاجة لنصيحة عاجلة حول هذا الموضوع . فأنا شاب يفتقر إلى الأخلاق . حيث تراودني أفكار فاسدة ويكثر عندي الانتصاب . فبمجرد أن أنظر إلى امرأة أو إذا لمستني امرأة عن طريق الخطأ ، فإن ذكري ينتصب .
مصافحته لأم مخطوبته بشهوة هل تمنعه من زواجه بابنتها
السؤال: 26828
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أما ما ذكرته من نظرك إلى والدة مخطوبتك بشهوة فإنه لا يمنعك من الزواج من ابنتها ؛ لأن الذي يمنعك من الزواج بها هو زواجك بأمها ودخولك عليها ، والدليل على ذلك قوله تعالى : ( وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ) النساء / 23 .
لكن أخي .. أوصيك بتقوى الله عز وجل ، وعدم التساهل بالنظر فإن أمره عظيم ، وهو باب شر لا ينتهي ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وعليك الثانية ) . أخرجه الترمذي (2777) وأبو داود (2147) وأحمد (1373) عن علي رضي الله عنه .
وما ذكرته من شعورك بالشهوة كلما رأيت ، فسبب ذلك انشغال ذهنك بمسائل الجنس دائما ، ولا شك أن وسائل الإعلام الفاسدة لها أثر كبير في ذلك ، فهي تعنى بإشغال عقول الناس بهذه المسائل عن طريق إثارتهم بتلك الأفلام الفاضحة أو الصور الخليعة ، أو القصص الغرامية ، وهذا الأمر ينبغي للمسلم أن يترفع عنه .
نعم ..لا مانع من أن يشبع الإنسان غريزته بالطريق التي أحلها الله سبحانه وتعالى ، ولكن أن يعيش الإنسان ولا تفكير له إلا في شهوته ، هذا هو الذي ينبغي على كل عاقل أن يترفع عنه .
وينبغي أن تعلم أن الواحد لا يعيش في هذه الدنيا ليسكنها ، بل هي دار عمل ، وحال الإنسان فيها كحال الغريب ، وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر – وكان شابا – : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .
واجعل همتك عالية لا ترضى إلا بأعالي الأمور ، وأعلى الأمور رضى الله سبحانه وتعالى والفوز بمرضاته وجنته ، فإذا علت همتك ستجد نفسك إنسانا آخر ، وسيزول ما تعاني منه .
وأنصحك بامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) . أخرجه البخاري ( 5065) ومسلم ( 1400) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
أخيرا .. أنصحك بالدعاء واللجوء إلى الله سبحانه فما خاب داعيه ، والجد والعزم ، ومجاهدة نفسك ، واقطع عنك وسائل الإغراء ، واملأ قلبك بمحبة الله والشوق إلى لقائه .
رزقنا الله العلم النافع والعمل الصالح والقلب الخاشع والدعوة المستجابة ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب