0 / 0

حكم تمنع الزوجة عن بعض مقدمات الجماع بسبب تعرضها للإيذاء اللفظي من زوجها

السؤال: 270518

اعتذر إذا كان سؤالي يبدو غير لائق ، فأنا بحاجةٍ إلى بعض التوجيه ، لقد تزوجت منذ 15 عاماً ، في البداية قمنا بتبادل القبلات الفرنسية ، ولكن بعد ذلك بدأ المرض ؛ أي الزوج مرض ، وبالتالي لسبب أو لآخر أخذ زوجي يسيء لي لفظياً ، لذلك توقفت تماماً عن التقبيل على الرغم من أننا سوف نقوم بالعلاقة الزوجية ، استمرت الحياة ، لكن زوجي كان لديه مشاكل في الغضب ، وهذا يؤدي للإساءة اللفظية ، لقد طلب مني عدة مرات بأن أقبّله القبلة الفرنسية ، وأنا فقط أحاول قصارى جهدي ، ولكن كيف يمكنني تقبيل الفم الذي قال مثل هذه الكلمات لي ، فهل أنا آثمة ؟ وهل يجب أن أنسى وأُلبّي رغبته ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خُمُسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ) . رواه ابن حبان (4163) ، وصححه الألباني .

فطاعة الزوجة واجبة ، في غير معصية الله ، وهي من عظيم فضائل الأعمال الموجبة للجنة بعد أداء المرأة ما عليها من فرائض .

ومع تقديرنا لمعاناتك ، فإننا ننصحك بتكلف التجاوب مع زوجك قدر الإمكان ، ولا ننصحك بأن تعامليه بالمثل ، ولا أن تتمنعي عنه ، مقابلة لإساءته ، ولا أن تنتصري منه لنفسك ، حتى وإن كان ذلك كله جائزا لك ، أو لا تلامين عليه ؛ فإننا ننصحك بأن تجتهدي في الإحسان إليه قدر طاقتك ، وأن تتكلفي التجاوب معه فيما يطلبه منك من أمر العشرة ، أو حتى أن تبادريه بما تعلمين رغبته فيه ، ومحبته له .

ننصحك بذلك كله لأمرين :

الأول : أن مقابلة الإساءة بإساءة مثلها ، وإن كانت من العدل المشروع بين الناس ؛ فإن ذلك بين الزوجين سوف يعقد المشكلات ، ولن يحلها ، ولن تستقيم معه عشرة بين الزوجين ؛ بل لا بد من المعاملة بينهما بحكمة ، وحلم ، ورفق وأناة ، فما شد زوجك حبلا ، إلا اقتضت الحكمة أن ترخيه أنت ، ولا تصلب في شيء ، إلا دعاك العقل إلى اللين ؛ ما لم يكن في ذلك إثم ، ولا قطيعة رحم .

الثاني : أن الله تعالى قد أدب عباده بذلك الأدب الكريم ، ودلهم على الحكمة منه ، والمصلحة العظيمة التي تعود عليهم بسلوكه ؛ فقال تعالى : (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت/34-35

وإذا كان ذلك أدب الله للناس جميعا ؛ فكيف يكون الحال بين الزوجين .

وما عجزت عنه من ذلك ، أو لم تحتمله نفسك ، فتمنعت عنه لأجل ما بك من أذى مرة ، أو أخرى ، فنرجو ألا يكون عليك فيه حرج ، وأن يكون ذلك مما تعذرين فيه ؛ شريطة ألا يكون ذلك مسلكا لك ، ولا هو الطريق الذي تسلكينه في معاملة زوجك ، ولا حل المشكلات بينكما ؛ فإن ذلك سوف يعقد ، ولن يحل ؛ وإنما هو "تنفيس" عن النفس ، في المرة بعد المرة ، وفي النادر من الأحوال . ويكون الأصل الحاكم لعلاقتك بزوجك أن تطيعيه في غير معصية الله ، وأن توفيه حقه عليك ، ومن عصى الله فيك ، فأطيعي الله فيه ؛ وجاهدي نفسك على ذلك قدر طاقتك ، فلعل ذلك أن يكون سببا في صلاح زوجك ، وتغير حاله ، ورجوعه إلى ما تحبين من العشرة بالمعروف .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android