0 / 0

يسأل عن مسجد القبلتين وسبب تسميته ؟

السؤال: 274076

هل مسجد القبلتين هو المسجد الذي التف فيه الصحابة أثناء الصلاة عندما أخبرهم أحدهم بتغيير القبلة ، أم أنه سمي كذلك لأن آيات تغيير القبلة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم فيه ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

حدثت هذه الحادثة في أكثر من مسجد من مساجد المدينة في ذلك الوقت ، ومع ذلك لم يسم بهذا الاسم .

فقد تحولَ الصحابة رضي الله عنهم إلى الكعبة وهم في صلاتهم في مسجد قباء كما ثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما .

وتحولوا أيضا وهم في صلاتهم في مسجد بني حارثة ، كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه .

وينظر جواب السؤال (249493) .

والذي يذكره أهل السير في مسجد القبلتين وسبب تسميته ، إنما هو مسجد بني سلمة ، فقد قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم زار أم بشر ، وحانت صلاة الظهر ، فبينما هو يصلي : أُمر باستقبال الكعبة ، فاستدار ، والعلماء والمفسّرون يعزون هذا الأثر إلى طبقات ابن سعد .

قال ابن حجر رحمه الله :

" وَاخْتَلَفَتْ الرِّوَايَة فِي الصَّلَاة الَّتِي تَحَوَّلَتْ الْقِبْلَة عِنْدهَا ، وَكَذَا فِي الْمَسْجِد…

وَذَكَرَ مُحَمَّد بْن سَعْد فِي الطَّبَقَات قَالَ : يُقَال إِنَّهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ مِنْ الظُّهْر فِي مَسْجِده بِالْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يَتَوَجَّه إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام ، فَاسْتَدَارَ إِلَيْهِ وَدَار مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ .

وَيُقَال زَارَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمّ بِشْر بْن الْبَرَاء بْن مَعْرُور فِي بَنِي سَلَمَة فَصَنَعَتْ لَهُ طَعَامًا ، وَحَانَتْ الظُّهْر ؛ فَصَلَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ أُمِرَ فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَة ، وَاسْتَقْبَلَ الْمِيزَاب ، فَسُمِّيَ " مَسْجِد الْقِبْلَتَيْنِ " .

قَالَ اِبْن سَعْد : قَالَ الْوَاقِدِيُّ : هَذَا أَثْبَتُ عِنْدنَا " انتهى من "فتح الباري" (2/116) .

وهو منقول بنصه من "الطبقات الكبرى" (1/241) .

وقال ابن كثير :

" ذكر غير واحد من المفسرين وغيرهم : أن تحويل القبلة نزل على رسول الله وقد صلى ركعتين من الظهر، وذلك في مسجد بني سلمة، فسمي مسجد القبلتين .

وفي حديث نويلة بنت مسلم: أنهم جاءهم الخبر بذلك وهم في صلاة الظهر، قالت: فتحول الرجال مكان النساء ، والنساء مكان الرجال . ذكره الشيخ أبو عمر بن عبد البر النمري .

وأما أهل قباء : فلم يبلغهم الخبر إلى صلاة الفجر اليوم الثاني، كما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة ، فاستقبلوها . وكانت وجوههم إلى الشام ، فاستداروا إلى الكعبة " انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/237) .

وهذا الحديث – كما هو ظاهر – ذكره ابن سعد بلا إسناد ، وذكره بصيغة تدل على الشك وعدم الجزم بصحته : يقال كذا .. ويقال كذا … فمثل هذا لا يعتمد عليه ، ولا يجزم بصحته .

ولكن بما أنها أخبار تأريخية ؛ لا ينبني عليها عمل ، فلا بأس من إيرادها على سبيل الحكاية لا الجزم .

وينظر جواب السؤال (255686) .

ولا يستحب لزائر المدينة أن يقصد شيئا من هذه المزارات التي بالمدينة وما حولها ، سواء صح الحديث بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم فيها أم لا .

وينظر جواب السؤال (11669) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android