تنزيل
0 / 0
185,13916/09/2017

حول صحة حديث دعاء يعقوب فقال الله له “لو كان يوسف ميتا لأحييته لك “

السؤال: 275938

ما صحة قصة بكاء نبي الله يعقوب أربعين سنة (بقيَ يعقوب اربعين سنة يبكي وهو رجل أعمي ، سجد في ليلة من الليالي وهو يبكي ، وهو يقول في السجود : يا رب أما ترحم ضعفي ، أما ترحم شيبتي ، أما ترحم كبر سني ، أما ترحم ذلتي ، أما ترحم فقري ، فأوحى الله له في ليلة وهو نبي مكلم قال : يا يعقوب ، وعزتي ، وجلالي ، وارتفاعي على خلقِ ، لو كان يوسف ميتاً لأحييته لك !!! فجاءته البشرى في اليوم الثاني )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

فقد ورد حديث في هذا المعنى ، لكنه حديث موضوع مكذوب .

وهذا الحديث يروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كَانَ لِيَعْقُوبَ أَخٌ مُؤَاخٍ فَقَالَ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا يَعْقُوبُ مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ؟ وَمَا الَّذِي قَوَّسَ ظَهْرَكَ؟ قَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ ، وَأَمَّا الَّذِي قَوَّسَ ظَهْرِي فَالْحُزْنُ عَلَى بِنْيَامِينَ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ: أَمَا تَسْتَحْيِي أَنْ تَشْكُوَ إِلَى غَيْرِي؟ فَقَالَ يَعْقُوبُ: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَشْكُو يَا يَعْقُوبُ ، ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ: أَيْ رَبِّ أَمَا تَرْحَمُ الشَّيْخَ الْكَبِيرَ؟ أَذْهَبْتَ بَصَرِي وَقَوَّسْتَ ظَهْرِي فَارْدُدْ عَلَيَّ رَيْحَانَتِي أَشُمُّهُ شَمَّةً قَبْلَ الْمَوْتِ ثُمَّ اصْنَعْ بِي يَا رَبِّ مَا شِئْتَ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ: أَبْشِرْ وَلْيَفْرَحْ قَلْبُكَ فَوَعِزَّتِي لَوْ كَانَا مَيِّتَيْنِ لَنَشَرْتُهُمَا لَكَ ، اصْنَعْ طَعَامًا لِلْمَسَاكِينِ ، فَإِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ الْمَسَاكِينُ ، وَتَدْرِي لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَكَ وَقَوَّسْتُ ظَهْرَكَ وَصَنَعَ إِخْوَةُ يُوسُفَ بِيُوسُفَ مَا صَنَعُوا؟ لأَنَّكُمْ ذَبَحْتُمْ شَاةً فَأَتَاكُمْ فُلانٌ الْمِسْكِينُ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمْ تُطْعِمُوهُ مِنْهَا ، فَكَانَ يَعْقُوبُ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَرَادَ الْغَدَاءَ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: أَلَا مَنْ أَرَادَ الْغَدَاءَ مِنَ الْمَسَاكِينِ فَلْيَتَغَدَّ مَعَ يَعْقُوبَ ، وَإِذَا كَانَ صَائِمًا أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: مَنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُفْطِرْ مَعَ يَعْقُوبَ “.

والحديث له عن أنس طريقان :

الطريق الأول : مداره على يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، واختلف عليه ، وبيان ذلك كما يلي :

الحديث أخرجه ابن أبي حاتم في “تفسيره” 11901) من طريق الحسن بن عرفة ، عن يحيى بن عبد الملك ، عن حفص بن عمر بن أبي الزبير ، عن أنس به .

 وخالفه وهب بن بقية كما عند الطبراني في “المعجم الكبير” (2/103) ، وابن أبي شيبة كما عند  الحاكم في “المستدرك” (3328) ، فروياه عن يحيى بن عبد الملك ، عن حصين بن عمر الأحمسي ، عن أبي الزبير ، عن أنس به .

وهنا احتمالان :

أن يكون هذا اختلاف على يحيى بن عبد الملك أو تصحيف في اسم الراوي وأنه راو واحد ، ولو فرضنا أنه اختلاف ، فكلا الطريقين تالف ، فالأول فيه حفص بن عمر بن أبي الزبير ، قَالَ فيه الْأَزْدِيّ :” مُنكر الحَدِيث ضَعِيف مَجْهُول “. كذا في “الضعفاء والمتروكون” (943) لابن الجوزي ، وقال الذهبي في “ميزان الاعتدال” (2156) :” لا يعرف من ذا “. اهـ .

 والثاني فيه حصين بن عمر الأحمسي : متروك ، قال البخاري في “الضعفاء الصغير” (83) :” منكر الحديث ” . اهـ ، وقال أحمد بن حنبل :” كان يكذب ” ، وقال ابن معين :” ليس بشيء ” ، وقال أبو حاتم :” متروك الحديث ” . انظر “الجرح والتعديل” لابن أبي حاتم (3/194) ، وقال ابن حبان في “المجروحين” (281) :” يَرْوِي الموضوعات عَن الْأَثْبَات “. اهـ

وهناك وجه آخر من طريق يحيى بن عبد الملك ، رواه عمرو بن محمد ، عن زافر بن سليمان ، عن يحيى بن عبد الملك ، واختلف عليه :

فرواه إسحاق بن راهويه كما في “المستدرك” للحاكم (3329) عن عمرو بن محمد ، عن زافر بن سليمان ، عن يحيى بن عبد الملك ، عن أنس به .

وخالف الحسينُ بن عمرو بن محمد ، والحسينُ بن علي العجلي ، فروياه كما “العقوبات” (154) لابن أبي الدنيا عن عمرو بن محمد ، عن زافر بن سليمان ، عن يحيى بن عبد الملك ، عن رجل عن أنس به .

وهذا الطريق تالف أيضا ، فلو رجحنا طريق إسحاق بن راهويه : فالحديث منقطع ، حيث لم يدرك يحيى بن عبد الملك أنس بن مالك فبينهما مفاوز .

ولو رجحنا الطريق الثاني : فطريق ساقط ، حيث إن الحسين بن عمرو بن محمد ، قال فيه أبو زرعة :” كان لا يصدق “. اهـ ، كذا في “الجرح والتعديل” لابن أبي حاتم (3/62) .

وأما الحسين بن علي بن الأسود العجلي فقال فيه ابن عدي في “الكامل” (499) :” يسرق الحديث “. اهـ ، ثم فيه راو لم يسم .

الطريق الثاني :

أخرجه ابن أبي عمر في “مسنده” كما في “إتحاف الخيرة” (6522) من طريق يحيى بن حميد ، عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس به .

وإسناده تالف أيضا ، فيه أبان بن أبي عياش متروك الحديث ، قال ابن معين :” كان يكذب “. كذا في “تاريخ ابن معين” رواية ابن محرز (1/64) ، وقال النسائي :” متروك ” . كذا في “الضعفاء والمتروكون” (21) للنسائي ، وقال أحمد :” منكر الحديث” ، وقال أبو زرعة :” متروك حديثه ” كذا في “الجرح والتعديل” (2/296) لابن أبي حاتم .

والحديث ضعفه ابن كثير ، فقال في “تفسيره” (4/406) :” هذا حديث غريب ، فيه نكارة “. اهـ ،

وقال الشيخ الألباني في “ضعيف الترغيب والترهيب” (1859) :” منكر ” .

والله أعلم 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android