يقال أن : أبابكر الصديق لم تفته الركعة اﻷولى خلف رسول الله يوما ، ولكن في أحد الأيام تأخر قليلا ، وكادت أن تفوته الركعة اﻷولى ، ولكنه أدركها في الركوع ، وبينما هو راكع إذ حمد الله أنه أدركها ، وفي تلك اللحظة نزل الوحي على الرسول صل الله عليه وسلم ، وأخبره بأن الله تعالى قد سمع حمد أبي بكر الصديق ، فرفع الرسول من الركوع قائلا : ( سمع الله لمن حمده ) فاحتار الصحابة ، ولكن سيدنا أبوبكر علم أنه المعني باﻷمر ، فردد قائلا : (ربنا ولك الحمد) فأصبحت سنة إلى يوم القيامة ، فهل هذه القصة صحيحة وثابتة ؟
هل ثبت أن أبا بكر رضي الله عنه هو السبب في مشروعية قول : ربنا ولك الحمد، خلف الإمام في الصلاة؟
السؤال: 282420
ملخص الجواب
هذه القصة مكذوبة ، والأصل في أفعال الصلاة وأقوالها: قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ) رواه البخاري (631) .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا نعلم لهذه القصة أصلا ، والأصل في أفعال الصلاة وأقوالها – ومنها قول المصلي : ربنا ولك الحمد – الأصل فيها: قول النبي صلى الله عليه وسلم : صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي رواه البخاري (631) ، وقوله : إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا، فَصَلُّوا قِيَامًا، فَإِذَا رَكَعَ، فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ، فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ رواه البخاري (689)، ومسلم (411)
وروى مسلم (416) عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الْأَرْضِ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
وروى مسلم أيضا (404) عن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قال: ” إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا، فَقَالَ: إِذَا صَلَّيْتُمْ فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ لْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذْ قَالَ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ، فَقُولُوا: آمِينَ، يُجِبْكُمُ اللهُ، فَإِذَا كَبَّرَ وَرَكَعَ فَكَبِّرُوا وَارْكَعُوا، فَإِنَّ الْإِمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ )، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَتِلْكَ بِتِلْكَ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، يَسْمَعُ اللهُ لَكُمْ، فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ …
وهذه القصة الواردة في سؤال الأخ السائل أوردها موقع “الدرر السنية” بإشراف الشيخ علوي السقاف حفظه الله، في مبحث : ” أحاديث منتشرة لا تصح ” ، وقال : ” باطل ” .
https://dorar.net/fake-hadith?page=21
والله تعالى أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب