ما صحة هذا الكلام : (يا جبريل سل محمدا ما يبكيك ـ وهو العليم الخبير ـ ، قال : الله يسألك مايبكيك ، قال : من لأمتي من بعدي يا جبريل ، قال : إن الله يقول لك : لن نسوءك في أمتك أبدًا ، ألا ترضى أن تكون أمتك ثلث أهل الجنة ، فوقف خطيبا ، وقال : ألا تحبون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟) فكبّر الصحابة ، ( ألا تحبون أن تكونوا شطر أهل الجنة ؟) فكبّر الصحابة ، (ألا تحبون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ ) فكبّر الصحابة ، (قال : أهل الجنة مئة وعشرون صفًا ، أمتي ثمانون صفًا) ؟ قال ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) ، قال : (يارب لا أرضى وواحد من أمتي في النار ، قال بشر أمتك أن كل من قال لا إله إلا الله لن يخلد في النار) . فيغار الله على كلمة التوحيد في قلوب الموحدين يقول (أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فتخرجهم الملائكة ثم أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة ذرة من إيمان فيخرجون ، أخرجوا من النار من دمعت عينه ، ولو قطرة ، ولو مثل رأس الذبابة خشية مني مرة ، أخرجوا من النار كل من خافني في مقام ، ثم يقول الرحمن الرحيم أخرجوا من النار كل من قال لا إله إلا الله فيخرجون فتصفق جهنم أبوابها ) . – عندئذ ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )- هنا يندم الكافر ويقول : لو قلت لا إله إلا الله فلما يخرجوا فأهل الجنة ينظروا إليهم -ويعرفون الجهنميين من أشكالهم- فيغمسون في نهر يسمى نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، فيراهم أهل الجنة ، فيقولون ربما سبقونا هؤلاء إلى الجنة ؟
فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
السؤال: 283589
ملخص الجواب
هذا الحديث المذكور ليس له أصل بهذا السياق المذكور ؛ وإنما هو مركب من جملة أحاديث ، بعضها لا يصح ، وأكثرها صحيح .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الحديث ليس حديثا واحدا ، معروفا ، بهذا السياق ، والتمام .
وإنما هو مركب من جملة أحاديث :
– أما جملة البكاء على الأمة :
فروى مسلم (202) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَلَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) إبراهيم/ 36 الْآيَةَ، وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) المائدة/118، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، وَبَكَى، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟) فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللهُ : ( يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ، وَلَا نَسُوءُكَ ” .
– وأما كون هذه الأمة ثلثي أهل الجنة:
فروى الترمذي (2546) وحسنه ، وابن ماجة (4289) عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَهْلُ الجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ وصححه الألباني في “صحيح الترمذي”.
وروى أحمد (9080) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ الواقعة/14، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ : ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ الواقعة/39.
فَقَالَ: أَنْتُمْ ثُلُثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، بَلْ أَنْتُمْ نِصْفُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتُقَاسِمُونَهُمُ النِّصْفَ الْبَاقِي .
وحسنه لغيره محققو المسند .
ورواه أبو نعيم في “الحلية” (7/ 101) ولفظه :
( أَنْتُمْ رُبْعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، أَنْتُمْ ثُلُثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، أَنْتُمْ نِصْفُ أَهْلِ الْجَنَّةِ , أَنْتُمْ ثُلُثَا أَهْلِ الْجَنَّةِ )
ورواه ابن أبي شيبة في “المصنف” (6/ 315) من طريق أخرى عن أبي هريرة قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجُلَسَائِهِ يَوْمًا:
أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ .
قَالَ: أَفَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ .
قَالَ: فَإِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُلُثَا أَهْلِ الْجَنَّةِ ، إِنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ , وَإِنَّ أُمَّتِي مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ صَفًّا .
– وأما قوله : ( يارب لا أرضى وواحد من أمتي في النار ) في تفسير قوله تعالى : ولسوف يعطيك ربك فترضى فلم نقف عليه مرفوعا ؛ يعني : من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
وورد نحو هذا المعنى ، من قول ابن عباس رضي الله عنهما :
فروى البيهقي في “شعب الإيمان” (1374) : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) قَالَ: رِضَاهُ أَنْ تُدْخِلَ أُمَّتَهُ كُلَّهُمُ الْجَنَّةَ.
وَأخرج الْخَطِيب فِي “تَلْخِيص الْمُتَشَابه” ، كما في “الدر المنثور” (8/542) ، من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: (ولسوف يعطيك رَبك فترضى) قَالَ: لَا يرضى مُحَمَّد وَاحِد من أمته فِي النَّار.
وينظر للفائدة : “موسوعة التفسير المأثور” (23/329) .
– وأما قوله : ( بشر أمتك أن كل من قال: لا إله إلا الله، لن يخلًد في النار) : فهذا معنى ثابت صحيح ، لكن ليس بنفس اللفظ المذكور :
فروى البخاري (6443) ومسلم (94) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبره أن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلاَمُ، عَرَضَ له فِي جَانِبِ الحَرَّةِ، وقَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ . قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى؟ قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ شَرِبَ الخَمْرَ .
-أما قوله: ( أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان … )
ففي حديث الشفاعة في الصحيحين : … فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ
إلى أن قال : ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي، وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وروى أحمد (12772) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً
وصححه محققو المسند على شرط الشيخين .
– وأما قوله: ( أخرجوا من النار من دمعت عينه ، ولو قطرة ولو مثل رأس الذبابة خشية مني ، أخرجوا من النار كل من خافني في مقام ، ثم يقول الرحمن الرحيم أخرجوا من النار كل من قال لا إله إلا الله فيخرجون فتصفق جهنم أبوابها ) .
فروى ابن ماجة (4197) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ، مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ وضعفه الألباني في “ضعيف ابن ماجة” .
وروى الترمذي (2594) عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ ذَكَرَنِي يَوْمًا أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ وضعفه الألباني في “ضعيف الترمذي” .
وتقدم قوله تعالى في الحديث القدسي : وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي، وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وأما قوله : ( فتصفق جهنم أبوابها ) :
فروى ابن عدي في ” الكامل ” (6/ 379) عَن أَنَس، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيَأْتِيَنَّ عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ تَصْطَفِقُ أَبْوَابُهَا ، مَا فِيهَا مِنْ أُمَّةِ مُحَمد صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ أحد )
ذكره الألباني في “الضعيفة” (606) وقال : ” موضوع “.
– أما قوله تعالى: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين :
فروى ابن حبان في “صحيحه” (7432) عن صَالِح بْن أَبِي طَرِيفٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ؟فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يُخْرِجُ اللَّهُ أُنَاسًا مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يَأْخُذُ نِقْمَتَهُ مِنْهُمْ .قَالَ: لَمَّا أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ النَّارَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: أَلَيْسَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ، فَمَا لَكُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ ؟
فَإِذَا سَمِعَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ ، فَيَتَشَفَّعُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ ، حَتَّى يَخْرُجُوا بِإِذْنِ اللَّهِ فَلَمَّا أُخْرِجُوا قَالُوا: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مَثَلَهُمْ فَتُدْرِكُنَا الشَّفَاعَةُ ، فَنُخْرَجُ مِنَ النَّارِ .
فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ . قَالَ: فَيُسَمَّوْنَ فِي الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ ، مِنْ أَجْلِ سَوَادٍ فِي وُجُوهِهِمْ ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَذْهِبْ عَنَّا هذا الاسم .
قال: فيأمرهم ، فيغتلسون في نهر الجنة ، فيذهب ذلك منهم
وصححه الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على “صحيح ابن حبان” .
وروى أحمد (12469) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ..فذكر حديث الشفاعة ، وفيه :
فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ نِصْفَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنَ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ. فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ .
فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي .
فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ.
وَفَرَغَ اللهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ.
فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللهَ، لَا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا.
فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: فَبِعِزَّتِي، لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنَ النَّارِ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ، فَيَخْرُجُونَ وَقَدِ امْتَحَشُوا، فَيَدْخُلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ، وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ، فَيُذْهَبُ بِهِمْ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارِ
قال محققو المسند : ” إسناده جيد ” .
وروى البخاري (6560) ، ومسلم (184) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، يَقُولُ اللَّهُ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيَخْرُجُونَ قَدْ امْتُحِشُوا وَعَادُوا حُمَمًا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّهَا تَنْبُتُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً؟ .
– أما قوله : ( فيراهم أهل الجنة فيقولون: ربما سبقنا هؤلاء إلى الجنة ) : فلا نعلم له أصلا .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب