0 / 0

حكم الدعاء؛ اللهم اجعل أمي ممن تقول لها النار اعبري فإن نورك أطفأ ناري

السؤال: 283772

انتشر على وسائل التواصل هذا الدعاء:  اللهم اجعل أمي ممن تقول لها النار : اعبري فإن نورك أطفأ ناري  ، فما حكم الدعاء به؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

هذه العبارة وردت في حديث رواه الطبراني في “المعجم الكبير” (22 / 258 – 259) وابن عدي في “الكامل” (8 / 131) عن مَنْصُور بْنِ عَمَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ عَنْ يَعْلَى بْن مُنْيَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   تَقُولُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُؤْمِنِ جُزْ يَا مُؤْمِنُ فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لهبي  .

وفي سنده منصور بن عمار وقد ضعفه أهل العلم.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

” منصور بن عمار الواعظ، أبو السري، خراساني، ويقال بصري زاهد شهير.

قال أبو حاتم: ليس بالقوي.

وقال ابن عدي: منكر الحديث…

وساق له ابن عدي أحاديث تدل على أنه واه في الحديث ” انتهى. “ميزان الإعتدال” (4 / 187 – 188).

ونص أهل العلم على أن الإسناد منقطع بين خالد بن دريك ويعلى بن منية.

قال السخاوي رحمه الله تعالى:

” وفي سنده منصور بن عمار الواعظ الشهير… وقال ابن عدي: منكر الحديث، وأورد له هذا الحديث في كامله، وهو مع ذلك منقطع بين خالد ويعلى ” انتهى. “المقاصد الحسنة” (ص 262).

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

” وقد اضطرب منصور بن عمار في إسناده، فرواه تارة هكذا.

وقال مرة: عن هقل بن زياد عن الأوزاعي عن خالد بن دريك به. أخرجه الخطيب في “التاريخ” (9/ 233).

ومرة قال: عن خالد بن دريك به. فأسقط الواسطة بينه وبين خالد. أخرجه الخطيب أيضاً (5/ 194).

وهذا الاختلاف مما يدل على ضعف الحديث، وعدم ضبط راويه إياه، والله أعلم ” انتهى. “سلسلة الأحاديث الضعيفة” (7 / 422).

وقد تتابع أهل العلم على الحكم على هذا الحديث بالضعف والنكارة.

ثانيا:

ومادام الحديث لم يثبت، وقد تضمن أمرًا غيبيًا لا يمكن العلم به إلا عن طريق الكتاب والسنة ، وقد قال الله تعالى:  وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا   الإسراء (36) ، فلا يُشرع الدعاء بالدعاء المذكور ؛ بل يُخشى أن يكون ذلك من الاعتداء في الدعاء ؛ وقد قال الله تعالى:   ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ  الأعراف (55).

وعَنْ أَبِي نَعَامَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ: ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ، عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، سَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:   إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ   رواه أبو داود (96)، وصححه الألباني في “صحيح سنن أبي داود” (96).

فيكفي المسلم أن يدعو لأمه بالأدعية المشروعة بلا تكلف، كأن يقول: اللهم اغفر لأمي وارحمها ، وقها عذاب النار، وأدخلها الجنة، ونحو هذا من الأدعية المعروفة في الكتاب والسنة والمعلومة لعامة المسلمين.

قال الله تعالى:  وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً  الإسراء/24 .

ولا حاجة به إلى اختراع أدعية ، فيها اعتداء في الدعاء ، فيكون الدعاء بها مردودا .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android