0 / 0

رؤيا عثمان النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلة استشهاده.

السؤال: 288200

ما مدى صحة رؤيا عثمان للنبي صلى الله عليه وسلم قبل استشهاده ؟

ملخص الجواب

ثبت بهذه الطرق المتعددة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان رضي الله عنه ليلة قتل : ( أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ ).

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

جاء من طرق متعددة أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة استُشهد ، وهو يقول له : ( أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ )، فأصبح رضي الله عنه صائما، فعدوْا عليه ، فقتلوه.

فروى الحاكم في “المستدرك” (4554) ، وابن أبي شيبة في “المصنف” (6/ 181) ، والآجري في “الشريعة” (4/ 1958) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : ” أَنَّ عُثْمَانَ أَصْبَحَ فَحَدَّثَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: ( يَا عُثْمَانُ، أَفْطِرْ عِنْدَنَا )، فَأَصْبَحَ عُثْمَانُ صَائِمًا، فَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ “.

وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وفي إسناده أبو جعفر الرازي ، وهو صدوق سيئ الحفظ.

“تقريب التهذيب” (ص: 629) .

وله شاهد ، رواه ابن حبان في صحيحه (6919) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: ” سَمِعَ عُثْمَانُ أَنَّ وَفْدَ أَهْلَ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا، فَاسْتَقْبَلَهُمْ ، وساق الحديث ، وفيه : أَنَّهُ رَأَى مِنَ اللَّيْلِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ: ( أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ ) “.

قال الحافظ في “المطالب العالية” (18/ 47):

” رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، سَمِعَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ “.

وتابعه على ذلك البوصيري في “إتحاف الخيرة” (8/10) .

وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على “ابن حبان” (15/361) : ” رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد مولى أبي أسيد فقد ذكره المؤلف في “الثقات” ” .

وله شاهد آخر يرويه ابن أبي شيبة في “مصنفه” (6/ 181) ، وابن سعد في “الطبقات” (3/ 75) ، وابن شبة في “تاريخ المدينة” (4/ 1227) عَنِ امْرَأَةِ عُثْمَانَ قَالَتْ: ” أُغْفِيَ عُثْمَانُ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: “إِنَّ الْقَوْمَ يَقْتُلُونَنِي” ، قُلْتُ: كَلَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ ، وقَالُوا: ( أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ ) أَوْ قَالُوا: ( إِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ ) “.

وشاهد آخر يرويه ابن شبة في “تاريخ المدينة” (4/ 1227) عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي هَوَيْتُ آنِفًا فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ) فَعَلِمْتُ أَنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أُقْتَلُ فِيهِ. قَالَ: فَدَخَلُوا فَقَتَلُوهُ.

وروى ابن شبة أيضا في “تاريخ المدينة” (4/ 1228) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ: أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْسَى صَائِمًا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلَمْ يُفْطِرْ ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي فَقَالَ: (لَا تُفْطِرْ حَتَّى تُفْطِرَ عِنْدِي الْقَابِلَةَ) فَوَاصَلَ حَتَّى قُتِلَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ.

وروى عبد الله بن أحمد في “زوائد المسند” (526) عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ:

أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَعْتَقَ عِشْرِينَ مَمْلُوكًا، وَدَعَا بِسَرَاوِيلَ فَشَدَّهَا عَلَيْهِ، وَلَمْ يَلْبَسْهَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ، وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَارِحَةَ فِي الْمَنَامِ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا لِي: (اصْبِرْ، فَإِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا الْقَابِلَةَ)، ثُمَّ دَعَا بِمُصْحَفٍ فَنَشَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُتِلَ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ.

وضعفه محققو المسند.

وروى الحارث بن أبي أسامة ، كما في “بغية الباحث” (2/ 901) عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَصْقَلَةَ قَالَا: بَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: ” ارْفَعْ رَأْسَكَ تَرَى هَذِهِ الْكُوَّةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ مِنْهَا اللَّيْلَةَ فَقَالَ: (يَا عُثْمَانُ أَحَصَرُوكَ؟) قُلْتُ: نَعَمْ، فقَالَ لِي: (إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ اللَّهَ فَنَصَرَكَ عَلَيْهِمْ ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا) ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا الَّذِي اخْتَرْتَ؟ قَالَ: الْفِطْرُ عِنْدَهُ “.

وإسناده ضعيف.

وقال الحافظ البيهقي في “دلائل النبوة” (7/ 48):

” رُوِيَتْ هَذِهِ الرُّؤْيَا مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرَةٍ ” .

وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني ، حفظه الله : “صحيحٌ. وجملةُ القول: فهذا الحديث ثابتٌ عندي، لتباين طرقه، واختلاف مخرجها، مع قرب الضعف في سائرها. والله أعلم” .

انتهى من “المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة” (2/488) .

والله تعالى أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android