كنت أرسم صورا ، لكن بعد أن علمت عقاب المصورين تبت ألا أفعل هذا ، لكن قد أعطيت قبل توبتي صديقتين لي رسمتين فيهن ذوات أرواح ، فهل توبتي تكفي ؟ أم يجب أن أخبرهن بطمسها ؟
تابت من رسم ذوات الأرواح وكانت قد أهدت لغيرها من هذه الرسوم فماذا تعمل؟
السؤال: 291364
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا يجوز رسم صور ذوات الأرواح؛ لما ورد في ذلك من الوعيد الشديد، كما سبق بيانه في أجوبة الأسئلة ( 137174 ) ، و ( 110352 ) ، و ( 22660 ) ، و ( 8954 ) ، و (82731).
وقد أحسنت بالإقلاع عن ذلك والتوبة منه ، ونسأل الله أن يتقبل منك.
وينبغي أن تبيني لصديقتيك حرمة الرسم وتوبتك منه، ووجوب طمس الصورة؛ لما روى مسلم (969) عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: ” قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ “. وفي رواية : ( وَلَا صُورَةً إِلَّا طَمَسْتَهَا ).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ” قوله: (إلا طمستها). إن كانت ملونة [أي رسما على الورق أو القماش ونحو ذلك ] ، فطمسها بوضع لون آخر يزيل معالمها، وإن كانت تمثالا فإنه يقطع رأسه، كما في حديث جبريل السابق، وإن كانت محفورة ، فيحفر على وجهه حتى لا تتبين معالمه، فالطمس يختلف .
وظاهر الحديث سواء كانت تُعبد من دون الله أم لا” انتهى من “مجموع فتاوى ابن عثيمين” (10/ 1036).
فإن استجابتا لذلك فالحمد لله، وإن لم تستجيبا، فلا شيء عليك؛ فإن الإنسان لا يتحمل وزر غيره، ومن تاب ونصح فقد أتى بما عليه.
قال صاحب مراقي السعود:
من تاب بعد أن تعاطى السببا … فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده، كمن رجع … عن بث بدعة عليها يُتّبع
قال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله: ” يعني أن التائب من المعصية ، بعد أن تعاطى سببها : آت بالواجب عليه ، وإن بقي فساده ، كمن تاب من بدعة بعدما بثها في الناس، وقبل أخذهم بها أو بعده، وقبل رجوعهم عنها …
فالتائب في هذه المسائل آت بالواجب عليه” انتهى من “نثر الورود شرح مراقي السعود” (1/ 179).
وقال السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التوبة/91:
” وإذا أحسن العبد فيما يقدر عليه ، سقط عنه ما لا يقدر عليه” انتهى.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة