أمي تعاني من البارانويا أو الوسواس القهري المتعلق بالشك في الناس ، وفي كل شيء ، كما أكد ذلك الطبيب النفسي ، وتظن أن الناس يتآمرون عليها ، حتى أنا وإخوتي ، فأحيانا تعاملنا بشدة على هذا الأساس ، وأحيانا بلين ، تجلس في غرفة ، وتغلق الباب عليها وقتا طويلا ، حتى إنها أخرجت التلفاز ، وليس معها إلا المصحف تقرأ به ، وقليلا ما تخرج ، ومؤخرا أصبحت تريد الخروج من البيت كثيرا ، فتلبس ثيابها فجأة تريد الخروج الآن ، وتأخذ أيا من إخوتي معها ، ولا يمكن التناقش معها ، إن الموضوع يتطور باستمرار ، فهل نخبرها بحقيقة مرضها أم لا ؟ وماذا نفعل ؟
تعاني أمهم من الذهان
السؤال: 296722
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
نسأل العظيم رب العرش العظيم أن يشفي والدتكم ويزيل همكم وغمكم.
بالنسبة لإخبار والدتكم بمرضها؛ فالذي يقرره أهل الاختصاص أن مثل هذا المرض يلزمه العلاج بالأدوية، فالنصيحة في مثل هذا أن تقدروا شخصية والدتكم، وهل تستجيب للعلاج بعد الإخبار أم تعاند، كما عليكم مراجعة الطبيب واستشارته في كيفية التعامل معها؛ لأن هذا من اختصاصه.
وللفائدة على الرابط الآتي جملة من المواضيع عن كيفية التعامل مع مثل هؤلاء المرضى:
http://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/81125/
ثانيا:
النصيحة لأمثالكم؛ أن تصبروا على والدتكم، وتسعوا في علاجها، والصبر على ما يؤذي منها؛ فهذا باب عظيم للأجر، وأي باب! إنه باب للجنة، فلا تضيعوه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ .
قِيلَ: مَنْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ!
قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ رواه مسلم (2551).
قال النووي رحمه الله تعال:
” ومعناه أن برهما عند كبرهما وضعفهما ، بالخدمة أو النفقة أو غير ذلك : سبب لدخول الجنة، فمن قصر في ذلك ، فاته دخول الجنة ، وأرغم الله انفه ” انتهى من “شرح صحيح مسلم” (16 / 109).
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب