0 / 0

هل هناك علامة من النبي صلى الله عليه وسلم على أصالة الخيل ، وهل لذلك علاقة بما يسمى الخيول الخمسة ؟

السؤال: 297041

قيل أن هناك حادثة حيث جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إبهامه فوق رقاب خمسة خيول كانت مفضلة لديه تاركًا علامة بإبهامه على رقابهم، وأن هذه العلامة قد وُجِدَتْ اليوم على بعض خيول هذه الفصيلة، كما أن تلك العلامة تشير إلى أصالة هذا الحصان، وتدعى هذه العلامة في اللغة العربية بعلامة (الخَمسة)، حيث ذكرها موقع ويكيبيديا الإلكتروني (https://en.wikipedia.org/wiki/Al_Khamsa) سؤال هو: هل هناك أي مرجع لهذه الحادثة في أيٍّ مِن كتب الحديث؟ وما المصدر الأصلي لتلك الراوية إذا كان صحيحًا؟

ملخص الجواب

لا أصل لهذه العلامة المذكورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أصل لما يزعم من بقائها في الخيل إلى اليوم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:
ما ذكره السائل الكريم حول حادثة وضع النبي صلى الله عليه وسلم إبهامه على بعض الخيل ، وكونها أصبحت علامة على أصالة بعض أنواعها ممن تحمل هذه العلامة دون من لا تحملها كل هذا لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكره أحد من أهل العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك لم يذكره أحد ممن صنف في الخيل خصوصا .

بل حتى الموقع المشار إليه ( موقع ويكيبيديا ) لم يذكر أن هناك علامة ، وإنما ذكر أنه كان هناك خمسة خيول مفضلة عند النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا الكلام من حيث التحقيق لا يثبت .

وإنما نص ابن الكلبي ، ونقله عنه الزبيدي، على أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم خمسة أفراس.

قال ابن الكلبي في “أنساب الخيل” (ص31) :” كانت خيول رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أفراس: لزاز ، ولحاف ، والمرتجز ، والسكب ، واليعسوب. وإنما سمي المرتجز بحسن صهيله “. انتهى.

وقال الزبيدي في “تاج العروس” (15/314) :” لِزازٌ: فرَسٌ للنبيِّ صلّى الله تعالى عليه وسلَّم سُمِّي به لشِدَّةِ تَلَزُّزِه واجتماعِ خَلْقِه ، وهي التي أَهْدَاها المُقَوْقِسُ مَلِكُ الإسكَندرِيَّة مع مارِيَةَ القِبْطِيَّة .

قلت : وهي من جُملةِ الخُيولِ الخمسةِ التي هي : لِزازٌ ولِحافٌ والمُرْتَجِزُ والسَّكْبُ  واليَعْسوب ، كما ذكره ابنُ الكلبيّ “. انتهى.

وهذا الكلام فيه نظر .

فقد ذكر السهيلي في “الروض الأنف” (5/246) سبعة من الأفراس للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهي السّكْبُ ، وَاللّزَازُ ، وَالْمُرْتَجِزُ ، وَاللّحِيفُ ، والضّرِسُ ، وَمُلَاوِحٌ ، وَالْوَرَدُ .

وهذه كانت أسماء لخيل النبي صلى الله عليه وسلم . وهي سبعة متفق عليها ، كما قال الزرقاني في “شرح المواهب اللدنية ” (5/102) ، وفي غيرها خلاف .

ثانيا:

وقد وردت الرواية هنا: أن النبي صلى الله عليه وسلم وصّى ببعض الأوصاف في الخيل.

فمن ذلك ما أخرجه أحمد في “مسنده” (22561) ، والترمذي في “سننه” (1696) ، وابن ماجه في “سننه” (2789) ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ ، الْأَقْرَحُ ، الْأَرْثَمُ ، المُحَجَّلُ ثَّلَاثِ، مُطْلَقُ الْيَمِينِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ ، فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ .

والحديث صححه الشيخ الألباني في “صحيح ابن ماجه” (2248).

والأدهم : الذي يشتد سواده .

والأقرح : الذي في وجهه القرحة بالضم ، وهي ما دون الغرة .

والأرثم : الذي في شفته العليا بياض .

المحجل ثلاث مطلق اليمين : التحجيل بياض في قوائم الفرس ، لا يجاوز البياض الركبتين ، فيكون القصد أن يكون محجلا في ثلاث دون الرجل اليمنى .

الكميت : أي لونه بين السواد والحمرة .

وانظر في بيان ذلك “شرح المشكاة” للطيبي (8/2672) ، و “التنوير شرح الجامع الصغير” للصنعاني (5/545).

وفي صحيح مسلم (1875) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ.

وفي سنن النسائي (3579) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَرِهَ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ” الشِّكَالُ مِنَ الْخَيْلِ: أَنْ تَكُونَ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُحَجَّلَةً وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقَةً، أَوْ تَكُونَ الثَّلَاثَةُ مُطْلَقَةً وَرِجْلٌ مُحَجَّلَةً، وَلَيْسَ يَكُونُ الشِّكَالُ، إِلَّا فِي رِجْلٍ، وَلَا يَكُونُ فِي الْيَدِ ” .

ثالثا:

ذكر ابن الكلبي في “أنساب الخيل” (ص27 ، ص28) قصصا في أنساب خيل العرب وأصولها ، وكلها حكايات وقصص لا يثبت لها سند .

وأنساب هذه الخيل مشهورة قبل الإسلام ، ولذا قال ابن الكلبي في “أنساب الخيل” (ص71) :” وهذه تسمية خيول العرب وجيادها ، والمعروف والمنسوب منها في الجاهلية والإسلام ، وما شهر باسمٍ أو نسب من ذكورها وإناثها ..

ثم عدد أسماءها إلى أن قال : ” وعامة هذه تنسب إلى الهجيس والديناري وزاد الراكب وجلوى الكبرى وجلوى الصغرى وذي الموتة والقسامة والفياض.

فذلك مائة وسبعة وخمسون فرسا سوابق ، مشهورة في الجاهلية والإسلام ، سوى خيل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهي خمسة أفراس “. انتهى.

وعلى كل حال :

فلا أصل لهذه العلامة المذكورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أصل لما يزعم من بقائها في الخيل إلى اليوم .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android