0 / 0
143,85009/04/2019

سكتات حفص الواجبة والجائزة

السؤال: 298693

كم يوجد سكتة لطيفة في القرآن الكريم في قرآءة حفص عن عاصم ؟ وهل هناك اختلاف فيها بين الروايات ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

السكت: هو عبارة عن قطع الصوت زمنا ، هو دون زمن الوقف عادة ، من غير تنفس .

انظر: “النشر” (1/ 240).

ثانيًا:

السكتات في القرآن الكريم ، الواجبة لحفص وانفرد بها عن باقي القراء : أربعة مواضع هي:

1 – السكت على ألف: ( عِوَجاً ) الكهف/: 1. وحكمة السكت: أن الوصل بدون سكت يوهم أن: ( قَيِّماً ) [الكهف: 2] صفة ل: ( عِوَجاً ) ؛ ولا يستقيم أن يكون القيم صفة للمعوج.

2 – السكت على ألف: ( مَرْقَدِنا ) يس/ 52 ، وحكمة السكت: أن الوصل من غيره يوهم أن قوله تعالى: ( هذا ) من مقول المشركين المنكرين للبعث.

3 – السكت على نون: ( مَنْ راقٍ ) القيامة/27 . وحكمة السكت: أن الوصل فيه من غيره يوهم أنهما كلمة واحدة، والواقع أنهما كلمتان.

ومعنى ( مَنْ راقٍ ): أي : هل من راقٍ يرقي، أو طبيب يشفي ؟

4 – السكت على لام: ( بَلْ رانَ ) المطففين/ 14 ، وحكمة السكت: أن الوصل فيه من غيره ، يوهم أنهما كلمة واحدة ، وهما كلمتان.

ومعنى بَلْ رانَ: إنما حُجبت قلوبهم عن الإيمان به ، بما عليها من الرين الذى لبس قلوبهم ، من كثرة الذنوب والخطايا .

وإلى السكتات الأربع أشار الشاطبى بقوله:

وسكتة حفص دون قطع لطيفة على … ألف التّنوين في عوجا بلا

وفى نون من راق ومرقدنا ولا … م بل ران ؛ والباقون : لا سكت موصلا

وهناك سكتتان جائزتان، في موضعين، هما :

1 – السكت بين سورتي الأنفال والتوبة ، وصلا.

2 – السكت على هاء ( مالِيَهْ ) من قوله تعالى: ( مالِيَهْ . هَلَكَ ) الحاقة/ 28، 29 ، وصلا. والسكت هو المقدم في الأداء.

والمعنى: لم يدفع عني لا مالي ولا جاهي عذاب الله، وبأسه، بل خلص الأمر إلي وحدي ، فلا معين ولا مجير .

انظر: “غاية المريد في علم التجويد” (235)، “القول السديد في علم التجويد” علي أبو الوفا: (260)، “الوافي شرح الشاطبية” (310)، “مباحث في علم القراءات مع بيان أصول رواية حفص” (101).

ثالثًا:

هذا السكت لحفص مختلف فيه بحسب الطرق إليه، فروي عنه من بعض الطرق السكت، وروي عنه من بعض الطرق الإدراج، وهو عدم السكت .

انظر: ” شرح طيبة النشر ” للنويري (1/ 485 – 486).

قال في ” الإتحاف ” : ” وأما حفص : فاختلف أصحاب الأشناني … قال في النشر: وبكل من السكت والإدراج – يعني عدم السكت – : قرأت من طريقه ؛ يعني الأشناني والله أعلم .

“و” لا يكون السكت لحفص إلا مع مد المنفصل؛ لأن راوي السكت ، وهو الأشناني: ليس له إلا مده.

وأما القصر : فمن طريق الفيل ، عن عمرو ، عن حفص ، كما تقدم ؛ وليس له سكت.

وأما إدريس ، عن خلف في اختياره : فروى الشطي، وابن بويان عنه : السكت في المنفصل ، ولام التعريف.

وروى عنه المطوعي : على ما كان من كلمة وكلمتين عموما ؛ نص عليه في المبهج .

واتفقوا عنه : عدم السكت في الممدود “، انتهى من ” إتحاف فضلاء البشر “(88).

وهناك مسائل طويلة في هذا الباب تنظر في المطولات ، وإنما طريقة ضبط ذلك في العمل والأداء: ما يتلقاه القارئ عن شيوخه، ويشافههم به.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android