تنزيل
0 / 0

هل الأرواح باقية ؟

السؤال: 302073

ما حكم عبارة “إنّ الأجساد لبالية ، وإنّ الأرواح لباقيّة ، وإنّ نجاة الأرواح من صلاح العمل” ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا :

تتكون هذه العبارة من ثلاث جمل ، الأولى : “الأجساد بالية” ، وهذه عبارة صحيحة ، والواقع دليل عليه .

إلا أن أجساد الأنبياء قد حرمها الله على الأرض ، في سنن “أبي داود (1047) وغيره” عن أوس بن أوس الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة، وليلة الجمعة؛ فإن صلاتكم معروضة علي ). قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت؟ فقال: ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) انتهى .

ثانيًا :

والجملة الثانية ” الأرواح باقية ” ، وهي عبارة صحيحة كذلك ، فإن موت الأرواح إنما يكون بمفارقة الجسد، لا أنها هي تفنى ، كما يفنى الجسد ويتحلل.

يقول ابن تيمية: ” والأرواح مخلوقة بلا شك ، وهي لا تعدم ولا تفنى ، ولكن موتها بمفارقة الأبدان ، وعند النفخة الثانية تعاد الأرواح إلى الأبدان ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (4/ 279).

وقد تعرَّض شارح الطحاوية لهذه المسألة، فقال: ” واختلف الناس هل تموت الروح أم لا ؟ فقالت طائفة : تموت لأنها نفس ، وكل نفس ذائقة الموت ، .. وإذا كانت الملائكة تموت ، فالنفوس البشرية أولى بالموت ، وقال آخرون : لا تموت الأرواح ، فإنها خلقت للبقاء ، وإنما تموت الأبدان ، قالوا : وقد دل على ذلك الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة ، إلى أن يرجعها الله في أجسادها .

والصواب أن يقال : موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها .

فإن أريد بموتها هذا القدر ، فهي ذائقة الموت .

وإن أريد أنها تعدم وتفنى بالكلية ، فهي لا تموت بهذا الاعتبار ، بل هي باقية بعد خلقها ، في نعيم أو في عذاب …

وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة ( لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى ) [الدخان: 56]، وتلك الموتة هي مفارقة الروح للجسد ” انتهى من “شرح الطحاوية” (446)، “القيامة الصغرى” للأشقر: (101).

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (200530) ، ورقم : (129052) . 

ثالثًا :

وبقية الجملة صواب كذلك ، وهي : ” نجاة الأرواح من صلاح العمل ” .

قال تعالى :  مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  النحل/97 .

وقال :  مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ  غافر/40 .

وعليه : فالعبارة صحيحة ، لا حرج في تداولها .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android