المراد بقوله تعالى: (وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساءً).
الآية تقرر ما هو معلوم من الدين بالضرورة: أن آدم وحواء هما الأبوان للجنس البشري كله ، فآدم أبوه، وحواء أمه، وأنهما ولدا الرجال والنساء، إما مباشرة في الذرية الأولين، وإما بطريق التوالد للنسل الحادث من ذريتهما بعد ذلك.
وليس في هذه الآية ما يدل على أن المراد بالرجال والنساء: الأبناء المباشرون من صلب آدم ، بل فيها أن الله نشر من ذريتهما رجالا كثيرا ونساء، وسواء كان ذلك عن طريق الولادة المباشرة، أو النسل الكائن من الذرية؛ فالجميع إنما حصل منهما.
والقول بأن آدم عليه السلام كانت له زوجة أخرى، ومراده أنه قد حصل من ذريتها رجال آخرون ونساء، سوى من كان من ذرية حواء؛ فهو كذب محض، ودجل، وضلالة لم يقل أحد ممن يرجع إليه في علم ولا دين. وينظر بيان ذلك للأهمية في الجواب المطول
9,525