0 / 0

قصة طعن معاوية في علي رضي الله عنهما باطلة .

السؤال: 304417

ما صحة هذا الخبر؟ وهل فيه طعن للصحابي معاوية رضي الله عنه ؟
” لما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فخطب ، وقال : من ابن علي رضي الله تعالى عنه ؟ فقام الحسن ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله عز وجل لم يبعث بعثا إلا جعل له عدوا من المجرمين ، فأنا ابن علي ، وأنت ابن صخر ، وأمك هند ، وأمي فاطمة ، وجدتك قيلة ، وجدتي خديجة ، فلعن الله ألأمنا حسبا ، وأخملنا ذكرا ، وأعظمنا كفرا ، وأشدنا نفاقا ، فصاح أهل المسجد آمين آمين ، فقطع معاوية خطبته ، ودخل منزله ” .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

القصة المذكورة ؛ لا أصل لها ، ولا توجد في كتب السيرة والتراجم ، ولا في كتب التاريخ ، المسندة وغير المسندة ، فضلًا عن عدم وجودها في كتب السنة المشهورة – على حد بحثنا -.

وإنما ذكرها بعض الأدباء في كتبهم ؛ كأبي سعد الآبي في “نثر الدر” (1/225)، وابن حمدون البغدادي في “التذكرة الحمدونية” (3/396)، والأبشيهي في “المستطرف” (ص:142) ، فقالوا :

” لما قدم مُعَاوِيَة الْمَدِينَة صعد الْمِنْبَر ، ونال من عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام ، فَقَامَ الْحسن فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ : إِن الله لم يبْعَث نَبيا إِلَّا جعل لَهُ عدوا من الْمُجْرمين ، فَأَنا ابْن عَليّ ، وَأَنت ابْن صَخْر ، وأمك هِنْد وَأمي فَاطِمَة ، وَجَدْتُك قتيلة ، وجدتي خَدِيجَة . فلعن الله ألأمنا حسبًا وأخملنا ذكرا ، وأعظمنا كفرا ، وأشدنا نفَاقًا . فصاح أهل الْمَسْجِد : آمين ، آمين ، وَقطع مُعَاوِيَة خطبَته وَنزل وَدخل منزله . وَدخل إِلَى مُعَاوِيَة وَهُوَ مُضْطَجع ، فَقعدَ عِنْد رجله ، فَقَالَ مُعَاوِيَة : أَلا أطرفك ؟ بَلغنِي أَن أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة تَقول : إِن مُعَاوِيَة لَا يصلح للخلافة . فَقَالَ الْحسن رَضِي الله عَنهُ : وأعجب من ذَلِك قعودي عِنْد رجلك ، فَقَامَ مُعَاوِيَة وَاعْتذر إِلَيْهِ” انتهى.

وهي قصة لا زمام لها ولا خطام ، ولا أصل لها في كتب السير والأخبار، فضلًا عما فيها مما لا يليق بهذين الصحابيين الجليلين رضي الله عنهما ؛ ولذلك لم يذكرها إلا الأدباء ، فيما يذكرون من الطرف والنوادر، من غير بحث في تحقيقها وتدقيقها.

ومثل هذه الأخبار والآثار: لا يحل أن تؤخذ من كتب الأدب والبلاغة، ولا أن يعتمد على هذه الكتب في مثل ذلك، لما فيها من عظيم القول في شأن السلف، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فمثل هذا مما يجب صون اللسان عنه ، ولا يتكلم فيه العاقل إلا بما ثبت ثبوتا لا مرية فيه، ثم يمسك لسانه عما لا فائدة منه ، إلا الجرأة على مقام السلف، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، رضوان الله عليهم جميعا.

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android