0 / 0

معنى قول عائشة : ( فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ )

السؤال: 306989

ما معنى (فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ )، في حديث رقم (903) بصحيح مسلم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

 أخرج الإمام مسلم في صحيحه (903) :

عَنْ يَحْيَى ، عَنْ عَمْرَةَ ، " أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ عَائِشَةَ تَسْأَلُهَا ، فَقَالَتْ : أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ يُعَذَّبُ النَّاسُ فِي الْقُبُورِ ؟

قَالَتْ عَمْرَةُ : فَقَالَتْ عَائِشَةُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  عَائِذًا بِاللهِ  .

ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا ، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَرْكَبِهِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَقَامَ وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ . 

قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا ، ثُمَّ رَكَعَ ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ، ثُمَّ رَفَعَ ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ رَكَعَ ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ، وَهُوَ دُونَ ذَلِكَ الرُّكُوعِ ، ثُمَّ رَفَعَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ ، فَقَالَ :  إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ .

قَالَتْ عَمْرَةُ : فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ ، تَقُولُ : فَكُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ، يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ".

قال الشيخ العلامة محمد أمين الهرري، رحمه الله، في "الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم" (11/ 53) :

" قالت عائشة رضي الله عنها : ( فخرجت في نسوة ) أي : مع نسوة .

( بين ظهري الحجر ) أي : بين الحجرات .

و" ظهري " بفتح الظاء والراء وكسر الياء : تثنية ظَهْر . أصله ظهرين للحجر ، حذفت النون واللام للإضافة ، وهو مقحم بين المضاف والمضاف إليه . أي : مع نسوة بين حجرنا . 

و " الحجر " : بضم الحاء المهملة وفتح الجيم تعني : بيوت الأزواج الطاهرات .

وفي بعض الهوامش : فكلمة ظهري مقحمة ، وهي تثنية : ظهر . ويقال : بين ظهراني بالألف والنون المزيدتين . يقال : هو نازل بين ظهرانيهم ، بفتح النون ، وبين ظهريهم ، بالتثنية ، وبين أظهرهم ، بالجمع ؛ كلها بمعنى : بينهم .

وفائدة إدخاله في الكلام : أن إقامته بينهم على سبيل الاستظهار بهم ، والاستناد إليهم ، وكأن المعنى : أن ظهرًا منهم قدامه ، وظهرًا وراءه ، هذا أصله كما في المصباح " انتهى.

وقال الإمام بدر الدين العيني رحمه الله:

"قوله: (بين ظهراني الحجر) ، أي: في ظهري الحجر، الألف والنون زائدتان. ويقال: الكلمة كلها زائدة.

والحجر، بضم الحاء المهملة وفتح الجيم: جمع حجرة ، والمراد بها بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

ومما يستنبط منه:

أنه يدل على أن عذاب القبر حق. وأهل السنة مجمعون على الإيمان به والتصديق، ولا ينكره إلا مبتدع.

وأن من لا علم له بذلك: لا يأثم.

وأن من سمع بذلك : وجب عليه أن يسأله أهل العلم ، ليعلم صحته.

وفيه: ما يدل على أن حال عذاب القبر عظيم، فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت بالتعوذ منه." انتهى، من "عمدة القاري" (7/79).

وينظر للفائدة الفتوى رقم : (228904).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android