تنزيل
0 / 0

فرح المؤمنين بلقاء الله سبحانه وتعالى

السؤال: 308653

ما هي الآيات القرآنية التي تتحدث عن فرح المؤمنين بلقاء ربهم ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا :

تتجلى صور فرح المؤمنين بلقاء الله تعالى في عدة مشاهد في الدار الآخرة :

فأولى هذه المشاهد: عند الموت؛ قال تعالى :   أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ  يونس/ 62 – 64 .

وقال سبحانه :  وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ  النحل/ 30 – 32 .

وقال سبحانه :  إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ  فصلت/ 30 – 32 .

فإذا جاءت ملائكة الرحمن العبد المؤمن بالبشرى من الله، ظهر عليه الفرح والسرور.

أما الكافر والفاجر: فإنه يظهر عليه الضيق والحزن والتعب .

ومن ثم فإن العبد المؤمن في حال الاحتضار: يشتاق إلى لقاء الله ، والعبد الكافر أو الفاجر، يكره لقاء الله تعالى .

فقد روى أنس بن مالك ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:  من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت ، قال: ليس كذلك ، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حُضِر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته ، فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، فكره لقاء الله ، وكره الله لقاءه  .

ولذلك فإن العبد الصالح يطالب حامليه بالإسراع به إلى القبر شوقاً منه إلى النعيم ، بينما العبد الطالح ينادي بالويل من المصير الذاهب إليه . ففي صحيح البخاري وسنن النسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم ، فإن كانت صالحة قالت: قدموني ، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ، ولو سمع الإنسان لصعق   .

انظر : "القيامة الصغرى لعمر بن سليمان الأشقر" ، (28) ، و"الموسوعة العقدية" (4/ 131).

ثانيًا :

ويفرح المؤمنون في الآخرة بالبشرى لهم بالجنة ، وما أعد الله لهم فيها ، ويتلقون كتبهم بأيمانهم ، وانظر إلى المشهد العظيم لفرح المؤمن بكتابه في قوله سبحانه :   فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ   الحاقة/ 19 – 24 .

ثالثًا :

ومن فرح المؤمنين بلقاء الله ، فرحهم برؤيته ، والنظر إلى وجهه الكريم . قال الله تعالى :  للذين أحسنوا الحسنى وزيادة   يونس/26 .

قال أهل التفسير: الزيادة : النظر إلى وجه الله الكريم .

ويؤيد هذا التفسير ما رواه مسلم في "صحيحه" (181) ، عن صهيب الرومي – رضي الله عنه – : " أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تلا هذه الآية:   لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ   وقال:  إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد: يا أهل الجنة ، إن لكم عند الله موعدًا يريد أن يُنْجِزَكُمُوه. فيقولون: وما هو؟ ألم يُثقِّل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، ويزحزحنا من النار؟ قال: "فيكشف لهم الحجاب ، فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ، ولا أقر لأعينهم   .

وقوله في سورة القيامة (23):  وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة  وهي واضحة الدلالة فالمؤمنون يوم القيامة وجوههم نضرة مسرورة تنظر إلى وجه الله سبحانه فيزيدها ذلك نضارة وسرورا.

يراجع أجوبة الأسئلة رقم : (1916) ، (125618) ، (210252).

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android