تنزيل
0 / 0

حول صحة حديث يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين

السؤال: 311524

ما صحة هذا الحديث التالي : أخبرنا يحيى بن عبيد الله : قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ، ألسنتهم أحلى من السكر ، وقلوبهم قلوب الذئاب ، يقول الله عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون ، فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا ) ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث ضعيف لا يثبت ، وقد رُوي من ثلاث طرق ، كلها ضعيفة ، بيانها كما يلي :

الطريق الأول : من رواية أبي هريرة رضي الله عنه .

أخرجه  الترمذي في “سننه” (2404) ، وابن المبارك في “الزهد” (50) ، وهناد في “الزهد” (860) ، وابن أبي الدنيا في “العقوبات” (7) ، والبغوي في “شرح السنة” (4199) ، وابن عبد البر في “جامع بيان العلم وفضله” (619) ، جميعا من طريق يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَبِي يَغْتَرُّونَ ، أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا  .

وإسناده ضعيف جدا ، مداره على يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب .

ضعفه ابن عيينة كما في “التاريخ الصغير” للبخاري (399) ، وقال أحمد بن حنبل :” ليس بثقة ” ، وقال مرة :” منكر الحديث ” ، وقال ابن معين :” ليس بشيء “. انتهى من “الضعفاء الكبير” للعقيلي (4/415) . وقال أبو حاتم كما في “الجرح والتعديل” (9/168) :” ضعيف الحديث ، منكر الحديث جدا ” انتهى .

وأبوه مجهول لا يعرف ، كذا قال أحمد بن حنبل كما في “الضعفاء الكبير” للعقيلي (4/415).

والحديث من هذا الطريق ، قال فيه الشيخ الألباني في “ضعيف الترغيب والترهيب” (13) :” ضعيف جدا ” انتهى.

الطريق الثاني : من رواية ابن عمر رضي الله عنهما .

أخرجه الترمذي في “سننه” (2405) ، والطبراني في “المعجم الأوسط” (8931) ، من طريق حاتم بن إسماعيل ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، قَالَ :  إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: لَقَدْ خَلَقْتُ خَلْقًا؛ أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ العَسَل، وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، فَبِي حَلَفْتُ، لَأُتِيحَنَّهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا، فَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ  .

ومداره على حمزة بن أبي محمد .

قال فيه أبو حاتم كما في “الجرح والتعديل” (3/215) :” ضعيف الحديث ، منكر الحديث “. انتهى ، وقال الذهبي في “ديوان الضعفاء” (1156) :” مجهول ” انتهى ، وضعفه ابن حجر في “تقريب التهذيب” (1532) .

والحديث من رواية ابن عمر: ضعفه الشيخ الألباني في “ضعيف الترمذي” (422) .

الطريق الثالث : من رواية أبي الدرداء رضي الله عنه .

أخرجه الخطيب البغدادي في “الفقيه والمتفقه” (1063) ، وابن عبد البر في “جامع بيان العلم وفضله” (618) ، وابن عساكر في “ذم من لا يعمل بعلمه” (8) ، جميعا من طريق يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ  ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ ، أَوْ أَوْحَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ: قُلْ لِلَّذِينَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيرِ الدِّين، ِ وَيَتَعَلَّمُونَ لِغَيرِ الْعَمَلِ ، وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسُوكَ الْكِبَاشِ ، قُلُوبُهُمْ كَقُلُوبِ الذِّئَابِ ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ : إِيَّايَ يَخْدَعُونَ ، أَوْ بِي يَسْتَهْزِئُونَ ، فَبِي حَلَفْتُ، لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ حَيْرَانَ  .

وإسناده تالف .

فيه عثمان بن عبد الرحمن بن عمر الوقاصي ، متروك ، ومتهم بالكذب .

ترجم له الذهبي في “ميزان الاعتدال” (5531) ، فقال :” قال البخاري : تركوه… وقال ابن معين: ليس بشيء ، وقال – مرة: يكذب ، وضعفه علي جدا ، وقال النسائي ، والدارقطني: متروك ” انتهى .

فمما سبق يتبين أن الحديث المسئول عنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android