0 / 0

الانشغال بالذكر عند قراءة القرآن

السؤال: 312890

ما حكم الذكر والاستماع للقرآن في نفس الوقت ؟ سؤالي لقول الله عز وجل (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون) فهل الذكر ينافي الإنصات الذي أمر به الله عز وجل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا :
اختلف العلماء في حكم الإنصات لقراءة القرآن خارج الصلاة ، على قولين :
القول الأول : الوجوب ، وهو مذهب الأحناف ، وبعضهم جعله وجوبًا عينيًا ، وآخرون قالوا وجوب كفائي ، واستدلوا بعموم قوله سبحانه وتعالى :  وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ   الأعراف/204 .
القول الثاني : الاستحباب والندب ، وحملوا الآية التي في سورة الأعراف في حال الصلاة فقط ، أما في غير الصلاة فالأمر على الندب والاستحباب ، وهذا قول جماهير أهل العلم .

وقد ذكر المسألة، واختلاف العلماء فيها، وأن القول الثاني: هو الراجح من قولي العلماء في المسألة. ينظر: جواب السؤال رقم : (88728) ، ورقم : (174743).

ثانيًا :

إن قصد المسلم سماع القرآن قصدًا ، فإنه لا ينشغل عنه بشي ، هذا هو الأولى في حقه ، وهو من تمام تعظيمه لكلام الله تعالى ، يقول النووي في "التبيان في آداب حملة القرآن" (92) " ومما يُعْتنى به ويتأكد الأمر به : احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين ، فمن ذلك : اجتناب الضحك واللغط والحديث في خلال القراءة ، إلا كلاما يضطر إليه ، وليمتثل قول الله تعالى :   وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ  وليقتد بما رواه ابن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنهما :  " أنه كان إذا قُرئ القرآنُ لا يتكلم حتى يُفرَغَ منه   " انتهى .

فإن لم يقصد الاستماع للقرآن ، فلا بأس أن ينشغل بالذكر ونحوه ، لأنه حينئذ لم يقصد إلى الاستماع قصدًا.

وقد سئل الشيخ سعد الخثلان، حفظه الله:

" هل يجوز الجمع بين سماع القرآن، والذكر والاستغفار؟ أم لا بد من الإنصات؟

فأجاب:

"إذا أنصتت: فإنها لا تنشغل بشيء آخر.

إذا قصدت الإنصات لتلاوة القرآن، فلا يقال للإنسان: إنه منصت، إلا إذا قصد الاستماع، ولم يشتغل بشيء آخر.

لكن الإنصات: لا يجب إلا في الصلاة. ولذلك، فإن قول الله عز وجل: ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الأعراف/204، قال الإمام أحمد : أجمع الناس على أنها نزلت في الصلاة …

وأما خارج الصلاة : فإنه يكون مستحبا. فإذا أنصتت، فإنها لا تشتغل بشيء آخر.

لكنها إذا لم تنصت، وتسمع، وليس تستمع، هنا: لا بأس أن تشتغل بالذكر، أو بأي أمر آخر." .

وأما إذا كان للقارئ سكتات طويلة، كمن يقرأ ما يسمى : "قراءة التجويد" ، ويفصل بين الآية وأختها بفاصل، والمستمع ينشغل في هذا الفاصل: بذكر الله، أو الاستغفار ، أو نحو ذلك: فهذا لا إشكال في جوازه، ومشروعيته، ولا تعارض له مع الإنصات، أو الاستماع، بحال .

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (103137) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android