لقد رأيت في فتواكم حيث قلتم إنّ الحديث الشهير بفضل سورة الواقعة ضعيف. لكن يا شيخ لقد شعرت بالارتباك عندما قال الإمام المحليّ أن الأحاديث ليست ضعيفة وأن الناس هنا في بنغلاديش يمارسونها كل ليلة. أعطاني أحاديث عن فضلها. على سبيل المثال ، حديث : قال النبي صلى الله عليه وسلم: “علّم النساء سورة الواقعة. في الواقع ، إنها سورة تجلب الغِنى (الثروة) [أشار الديلمي في مسند الفردوس على حجّية علي بن الحسين بن حبيب]. الحديث آخر: “قال النبي (): من قرأ سورة الواقعة وعلّمها ، لا يعتبر من الغافلين. من فضلك زوّدني بأدلة صحيحة حول نقاط الضعف في هذه الأحاديث؟ هل هي ضعيفة ، ضعيفة جدا أو موضوعة؟ هل يمكنك التفضّل ببيان الأخطاء في هذه الأحاديث ، وإذا كانت الأحاديث “ضعيفة” أو “ضعيفة جدا” فهل يجوز للناس أن يعملوا بها؟
أحاديث قراءة سورة الواقعة بنية الغنى، ضعيفة
السؤال: 322461
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
حديث: علمُوا نساءكم سُورَة الْوَاقِعَة، فَإِنَّهَا سُورَة الْغنى .
ذكره الديلمي في “الفردوس” (3 / 10) من حديث أنس بن مالك.
وفي “الدر المنثور” (14 / 173) نسبه السيوطي إلى ابن مردويه بلفظ: سُورَة الْوَاقِعَة سُورَة الْغنى، فاقرءوها وعلموها أَوْلَادكُم .
فأما لفظ ابن مردويه فلم نقف على اسناده.
واما حديث مسند “الفردوس” : فقد نص الشيخ الألباني على ضعفه لجهالة رواته، قال رحمه الله تعالى:
” (علموا نساءكم سورة (الواقعة) ، فإنها سورة الغنى).
ضعيف.
أخرجه الديلمي (2/ 278) عن علي بن الحسن بن حبيب: حدثنا موسى بن فرقد البصري، عن أنس مرفوعا.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ مَنْ دون أنس لم أعرفهما.
والحديث أورده السيوطي في “الجامع الكبير”، وفي “الدر المنثور” (6/ 153) ساكتا عليه من رواية الديلمي. وعزاه لابن مردويه عن أنس بلفظ:
“سورة (الواقعة) سورة الغنى، فاقرأوها، وعلموها أولادكم”. ” انتهى. “السلسلة الضعيفة” (8 / 337).
وقال أيضا:
” وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ فيه جماعة لم أجد لهم ترجمة، منهم موسى هذا، والراوي عنه ” انتهى. “السلسلة الضعيفة” (12 / 388).
ثانيا:
حديث: من قرأ سورة الواقعة وتعلَّمها لم يُكتب من الغافلين، ولم يفتقر هو وأهل بيته .
نسبه السيوطي إلى مرويات أبي الشيخ، قال:
” أبو الشيخ: حدثنا محمد بن أحمد بن عصام، حدثنا إبراهيم بن سليمان الخزاز، حدثنا عثمان بن سعيد المُرِّي، حدثنا عبد القدوس بن حبيب، عن الحسن، عن أنس رفعه: (من قرأ سورة الواقعة وتعلَّمها لم يُكتب من الغافلين، ولم يفتقر هو وأهل بيته) ” انتهى. “الزيادات على الموضوعات” (1 / 130).
ففي سنده عبد القدوس بن حبيب، وقد ترك أهل العلم حديثه.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
” عبد القدوس بن حبيب الكلاعي عن التابعين تركوه ” انتهى. “المغني” (2 / 401).
ولذا حكم الحافظ ابن حجر على إسناد هذا الحديث بالضعف الشديد، كما في كتابه “نتائج الأفكار” (3 / 262).
ومن أهل العلم من اتهم عبد القدوس بن حبيب؛ بوضع الحديث، فحكموا على هذا الحديث بأنه موضوع.
قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى :
” موضوع…
وقال عبد الرزاق: ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله: كذاب إلا لعبد القدوس، وقد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث ” انتهى. “السلسلة الضعيفة” (1 / 459).
فالحاصل؛ أن هذه أحاديث ضعيفة، واهية، لا يصح العمل بها.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (320774)
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة