يود صديق لى التأليف فى الأربعين فى طلب العلم، ويريد أن يعرف منهج التصنيف فى الأربعين؛ حتى يكون كتابا محكما من الجانب العلمى، فأسألكم أن تعينونى على مساعدته فى ذلك بتقرير منهج فى الفتوى، أو الاشارة إلى ما أجد فيه منهجا كافيا .
يرغب في جمع أربعين حديثا في باب طلب العلم
السؤال: 322551
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
المقصد الأساسي من تصنيف “الأربعين”، هو المساهمة في نشر السنّة لنيل الفضل الوارد في حديث زَيْد بْن ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ .
رواه الترمذي (2656)، وقال: ” وَفِي البَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَنَسٍ: حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ “، ورواه أبو داود (3660)، وصححه الألباني في “صحيح سنن الترمذي”.
وأما تخصيصها بالعدد “أربعين”؛ فلأن هذا من باب فضائل الأعمال، فاستأنس المصنفون في هذا بحديث ضعيف ، سبق الكلام عنه في جواب السؤال رقم : (6899).
قال النووي رحمه الله تعالى في مقدمة “الأربعين النووية” (ص 15 – 17):
” روينا عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم من طرق كثيرات بروايات متنوعات: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله تعالى يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء ).
وفي رواية: ( بعثه الله تعالى فقيها عالما ).
وفي رواية أبي الدرداء: ( وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا ).
وفي رواية ابن مسعود: (قيل له: ادخل من أيّ أبواب الجنة شئت ).
وفي رواية ابن عمر: ( كتب في زمرة العلماء، وحشر في زمرة الشهداء ).
واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف ، وإن كثرت طرقه …
وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث، بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: ( ليبلغ الشاهد منكم الغائب ).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها ). ” انتهى.
ثانيا:
أهل العلم في تصنيفهم لكتب “الأربعين” لم يلتزموا منهجا واحدا، فكل مصنف اشترط لنفسه شرطا ، ووضع منهجا خاصا به، فلذا خرجت كتب “الأربعين” متنوعة المناهج والمقاصد، فمنها ما هو مسند، ومنها ما هو محذوف الأسانيد، ومنها ما هو خاص بباب محدد من أبواب الشرع، ومنها ما هو عام…
قال النووي رحمه الله تعالى:
” ثم من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطب، وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها.
وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله؛ وهي أربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك، وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين، وقد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه، أو هو نصف الإسلام، أو ثلثه أو نحو ذلك.
ثم ألتزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحة، ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم، وأذكرها محذوفة الأسانيد؛ ليسهل حفظها، ويعم الانتفاع بها إن شاء الله تعالى، ثم أُتبعها بباب في ضبط خفي ألفاظها… ” انتهى من مقدمة ” الأربعين النووية” (ص 18).
فالحاصل؛ أن من رغب في جمع أربعين حديثا في موضوع محدد من مواضيع الشرع، فليس هناك شرط يجب عليه الالتزام به، إلا شرط الصحة، لأن هذا باب نصح للأمة ، فعليه أن يتجنب الضعيف.
وكذا عليه الالتزام بالمقصد الذي وضعه لنفسه في تصنيف “الأربعين”.
ولمزيد الفائدة طالع الرابط الآتي:
https://www.alukah.net/sharia/0/105975/
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة